اقتباسات خليل صويلح

“ليست سيرة الكاتب، على ما يظن، سوى رحلته مع الكتب”، بهذه العبارة يفتتح لؤي حمزة عباس كتابه “النوم إلى جوار الكتب”

من أولئك وليم فوكنر الذي اعترف “أعرف أنني أقترب من النهاية، من قعر البرميل” بالطبع، لن ننتظر اعترافاً مشابهاً من كاتب عربي، فكل ما يكتبه، يقع في باب النفائس، من دون أن يتوقّف عن الهذر إلى آخر يوم في حياته!

“في طريق جبلي يشرع كلب غريب بملاحقتك، ثم فجأة يعود أدراجه. لم تعد ذا أهمية بالنسبة له” يقول

ويؤكد روجيه غرونييه على ضرورة الكشف عن شخصية الكاتب في نصوصه، وملاحقة “ضمير المتكلّم” لاصطياد الحياة الداخلية الأكثر حميمية للمؤلف.

“أتكلّم عن لسانك، وكيف تدوّرهُ بذكاء كمفتاح، لتفتح به كلّ قفلٍ عنيد تحت جلدي، فتسترخي العضلات مثل مائة باب ينفتح في تلك البلاد النائية المغلقة من جسدي، فتطلقُ الرغبة إلى العراء”.

يخلص هذا الكاتب مزدوج الهوية إلى أن هوية أي بلد هي هوية لغوية قبل أن تكون هوية سياسية، إذ لطالما كان الأدب ينتج الأمة وليس العكس.

“عندما يدخل المرء لغةً أخرى، فإن هذه اللغة لا تحلّ أبداً محل اللغة الأم، بل إن اللغة الأم هي التي تصوغ صوتها داخل اللغة الأخرى، مغيّرة بناء الجمل، ومشوِّشةً علم الصوتيات، أو مبلبلةً المخيّلة بقصص جديدة آتية من بعيد”.

بأنه أجاب أحدهم عن سبب رحيله مقتبساً مقولة ديوجينوس “لم أكن أنا من رحل، إنه أنتم من بقيتم”

فهو شاعر ترحال أكثر منه شاعر إقامة وطمأنينة.

لفتت الرواية انتباه الناقد حسام الخطيب

“المواظبة على اللعب”.

مستشهداً بقول فلوبير في الكتابة “أن يكون المرء في دقّة قانون الأحوال المدنيّة”

“لا نجاة إلا للكتاب الغامضين، ثم ما قيمة العمل من غير أسرار؟” يقول.

ذلك أن أسرار النص تكمن مفاتيحها في الاستهلال.

” يجلس للكتابة فيجد المشهد جاهزاً. يكتبه ببطء محاولاً أن يجعل كل عبارة استجابة للهفة داخلية تسعى للتجسُّد بكلمات”

وفي “الروائيون” يكشف عن طقوسه في الكتابة: الجلوس إلى المكتب أمام الورق مثلما يفعل همنغواي، أو التوقّف فترات طويلة عن كتابة جملة واحدة” وكان عندما يداهمه إحساس الكتابة ينسى علاقته بمن حوله، ويستمر على هذه الحالة ساعات طويلة

“إن غالبيّة الروايات الجيدة، هي، على نحو ما، سيرة ذاتية”، بهذه العبارة التي ترد في “الروائيون” يؤكد غالب هلسا على أهمية السيرة كملاذ حكائي

” كان اكتشاف الذات بالنسبة لي نوعاً من الفضيحة، إنني أخجل من التعبير عن نفسي بوضوح”

أثناء وجوده في البصرة خلال خطبة صلاة الجمعة في المسجد، يستغرب ابن بطوطة من أخطاء الخطيب في النحو، وحين يبدي عجبه للقاضي حجة الدين يجيبه “إن هذا البلد لم يبق به من يعرف شيئاً من علم النحو وهذه عبرة لمن

“ونأتي القاهرة/ مثل ما نأتي إلى جدتنا بعد طواف خائبٍ/ أيتها الجدّة: كم أرهقنا العالم”.