محمد ديب كاتب وروائي جزائري كبير ولد بالغرب الجزائري بمدينة (تلمسان) سنة 1920 وعاش طفولته فقيرا ثم يتيما بعد أن توفي والده وهو لايزال في العاشرة من عمره. لكن ذلك لم يوقف عزمه على متابعة دراسته بجد وكد في مسقط رأسه، ولما بلغ سن التاسعة عشرة اشتغل بالتعليم ثم انتقل سنة 1942 للعمل في السكك الحديدية. ثم عمل محاسبا ثم مترجما.. ثم مصمما للديكور ثم حرفيا في النسيج يصنع الزرابي. وبعد أن تنقل في كل هذه المهن انتقل سنة 1948 إلى العاصمة الجزائرية والتقى هناك بالكاتب الفرنسي الجزائري الكبير (ألبير كامي) والكاتب الجزائري (مولود فرعون) وغيرهم ليزداد اهتمامه بالكتابة والتأليف. ومنذ سنة 1950 بدأ في العمل الصحفي واشتغل بجريدة < < الجزائر الجمهورية>> رفقة الكاتب الجزائري الكبير < < كاتب ياسين >> الذي سنخصص له لاحقا موضوعا نتحدث فيه عنه.. إن شاء الله. وقد كان محمد ديب في كتاباته الصحفية مناهضا للتواجد الاستعماري الفرنسي في الجزائر فنفي بسبب ذلك.وبعد ذلك جاب محمد ديب بلدانا كثيرة ومدنا عديدة فمن باريس إلى روما، ومن هلسنكي إلى عواصم أوروبا الشرقية، وطاب له المقام بالمملكة المغربية عام 1960، ومع استقلال الجزائر عام 1962 عاد محمد ديب إلى أهله وذويه.
وفي سنة 1963 نال في الجزائر جائزة الدولة التقديرية للآداب برفقة الشاعر محمد العيد آل خليفة الذي سننظر في سيرته لاحقا ونخصص له حلقة منفردة بإذن الله. وكان أول كاتب مغاربي يحصل على جائزة الفرنكفونية، وذلك عام 1994 حيث تسلمها من الأكاديمية الفرنسية تنويها بأعماله السردية والشعرية.
وبعد أن كتب الرواية والقصة والشعر والمسرحية وعاش أزيد من 80 سنة توفي الأديب الجزائري محمد ديب يوم 2 مايو/ أيار 2003 بسان كلو إحدى ضواحي باريس.
أصدر محمد ديب أول عمل أدبي عام 1952 وهو روايته الشهيرة "البيت الكبير"، وقد نشرتها "لوسوي" الفرنسية، ونفدت طبعتها الأولى بعد شهر واحد. ثم أصدر رواية "من يذكر البحر؟"، ثم رواية "الحريق" التي تنبأ فيها بالثورة الجزائرية والتي اندلعت بعد صدورها بثلاثة أشهر. وفي عام 1957 نشر رواية "النول". ثم توالت كتاباته السردية ما بين 1970 و1977 فنشر ثلاث روايات هي "إله وسط الوحشية" عام 1970، و"سيد القنص" عام 1973، و"هابيل" عام 1977. ترك محمد ديب أكثر من 30 مؤلفا منها 18 رواية آخرها "إذا رغب الشيطان" و"الشجرة ذات القيل" عام 1998، وخمسة دواوين شعرية منها "آه لتكن الحياة" عام 1987، وأربع مجموعات قصصية منها "الليلة المتوحشة" عام 1997، وثلاث مسرحيات آخرها "ألف مرحى لمومس" عام 1980. إلى جانب ترجمته للكثير من الأعمال باللغة الفنلدية إلى الفرنسية
وكان يقول عن نفسه متحدثا عن هويته وعلاقتها باللغة "إن أخيلتي وتصوراتي نابعة من اللغة العربية، فهي لغتي الأم، إلا أنها مع ذلك تعتبر موروثا ينتمي إلى العمق المشترك. أما اللغة الفرنسية فتعتبر لغة أجنبية مع أني تعلمت القراءة بواسطتها، وقد خلقت منها لغتي الكتابية".