اقتباسات عبدالله الناصر

العقلية الأمريكية عقلية مسلحة بكل وسائل التدمير الفكري، والاقتصادي، والسياسي، والثقافي. إنها عقلية تسلط، وإيذاء، واستيلاء، واحتلال، واغتصاب، وتحكم.

لم يحقق بوش وعده بنشر الأمن، والعدل ، والحرية، والديموقراطية في العراق ، بل رأينا أبشع أنواع الإذلال، والتعذيب، والقتل

لم تقف أمريكا عند تلويث الأرض، والسماء بالسموم، بل عمدت إلى تلويث الأنفس عن طريق زرع الكراهية، والبغضاء، وإثارة الفتن، والعصبيات العرقية، والطائفية، والمذهبية.

أميركا تريد للعرب أن يكونوا نموذجًا للهندي الأحمر الذي طاردته مائتي عام

إن فضيلة الصمت هذه قد أصبحت خيانة في حق هذه الأمة التي صارت مستباحة ومشرعة الجهات لك ألوان الأذى والتسلط. من هنا كان لزامًا على المرء المخلص أن يحطم أصنام الصمت، ويكفر بفضيلته

لقد استطاعت أميركا أن تدمر مركز الإحساس العربي الجمعي، فلم تعد تستفزه أو تحركه أي مشاعر تجاه أخيه العربي، فماتت النخوة، وأبيدت الشهادمة لديه، بسبب مشاهد الجزر اليومي التي حولت المأساة إلى ملهاة، ثم إلى روتين لم يعد يلفت الانتباه

أراقب أيها المُريد تطوافَك الأسود الطويل في كيمياء وعواصم البن، وأفكّر أنّ أسعد العيون في البيت هي عين الموقد التي تحضّر فوقها القهوة الشقراء، وأجمل الصباحات هي الصباحات التي يرقص فيها الماء رقصته الصوفية الدائرية فوق البن النائم في قمع التقطي

إعلامها المتفسخ العاهر بورعها وتقواها، تعليمها بجهلها وأميتها، أنات جرحاها بعواء مغنيها، فسادها بصلاحها، لصوصها بأمنائها، وطنييها الشرفاء بالعملاء والأذناب والأجراء، حتى أصبحت أمة مذهولة ✔

ملاحظة: الصدمة عند كبار السن في البلد هي الزكمة أو «الأنفلونزا».

أما الجنوبي، فكان نجاراً يصنع الأبواب والنوافذ، وآلة السانية، وكل ما تستلزمه حاجيات مجتمعه من هذا الصنيع في عصره. وأما ضاحي، فكان بنّاءَ حجر، يطوي الآبار، وضفاف الأودية، وأسس المنازل. وكان رشيد فلاحاً يسقي الزرع والنخل ويقوم بحراثة الأرض.

ترى أحدهم مقداماً في كل شيء، طلاعاً، قرماً سميدعاً تجده دائماً في أول الركب، خفيفاً، وثاباً، ليس كلاً بطناً، بليداً، ثقيل الجسم، إذا أكل أسرف، وإذا نام حسبته من أهل الكهف، فتسمع شخيره عن بعد ميل!! ‫وأظن أن للتربية دوراً مهمًا

فتزداد إعجاباً بهذه الشخصية النادرة الفذة، بهذا اللوذعي المتقن، بل المسدد في كل شيء، فهو فوق ذلك رامٍ يجيد الرماية فلا يخطئ الهدف، وهو يحفظ الحكايات والأشعار، ومع ذلك ليس بالثرثار، ولا المهذار، وكأنه تماماً من عناه ذلك الشاعر القديم :

إذا نازع القوم الأحاديث لم يكن

عييًا و لا عبئًا على من يقاعد

دائم الحضور البهيج دائم النقاء، دائم الصفاء، دائم الابتسام والتألق وهو فوق ذلك صاحب نفس خفيفة كما يقولون، أي أنه ليس بثقيل الظل، ولا بطيء الإيقاع، وإنما هو خفيف حاذق ذرب مدرب شهم شديد الفطنة كنا إذا خرجنا إلى البر ...

صدق فيلسوف المعرة حيث يقول:

‫وينشأ ناشئ الفتيان فينا

‫على ما كان عوّده أبوه

علمناهم الخمول، والكسل، والخوف، قتلنا فيهم روح المغامرة، والكفاح وقوة التحمل، والجسارة والصبر، أخملنا في دواخلهم ذكر وفعل النجابة والفروسية والإبداع، وأنشأناهم على الترف وأرضعناهم حليب الميوعة… وبعضهم الآخر علمناهم اللهو، والمسْخرات، والعبث اشترينا لهم السيارات، وتركناهم يتجاكرون، ويفحطون، ثم يعودون

قفز إلى بطن الوادي وجاء يحمل حجرين أبيضين كنا نسميها «صلابيخ»، ثم قال: ابحثوا لي عن «جلّة» يابسة، جمعنا له قليلاً منها بعد جهد، فقد كان كل شيء رطباً، وأخذ يفركها بيده ثم وضعها على حجر منبسط، وطلب منا أن نتحلق

أن «نتسفر» والتسفر يعني التنزه، وربما كانت مأخوذة من السفر القصير، وهو يسمونه اليوم «المكشات» أو كشتة. ولست أدري من أين جاءت الكلمة فهي غير عربية. على كل حال، أردنا «التنزه» وكنا خمسة أطفال أعمارنا لا تتجاوز العاشرة، جمعنا عدتنا

صار بعض الكبار من الطلبة يهددونه إن هو لم يرفع درجاتهم! ولست أدري رغماً عن ذلك كله لماذا أخذتنا عاطفة الشفقة على شيخنا الوقور أو الذي كان وقوراً بسبب ما كان يلقاه من قسوة وعنف من ذلك المدير الفظ الغليظ،

أتذكر: قرقش موك والأستاذ عبد اللطيف، ومدير المدرسة، وإمام الحي، وكل أولئك الذين صدعت الدنيا أخبارهم، فينتابني الحنين إلى تلك الأيام، بكل ما فيها من بساطة، وفكاهة، ونقاء، فأجدني أردد: ‫وأذكر أيام الحمى ثم أنثني ‫على كبدي من خشية أن تصدعا.

(خليك مكاني واحكم أنت بنفسك أنا أكون والأولاد وأم الأولاد في عز النوم فيقوم حضرة الإمام ويرفس الباب رفساً يكاد يخلعه، ويصيح بأعلى صوته: يا عبداللطيف، يا عبداللطيف والله يا شيخ خايف بعض أولادي في بني سويف يسمعوه ويقولوا حصل لأبونا حاجة