اقتباسات راينر ماريا ريلكه

❞ كم هي متعددةٌ ومتنوعة تلك الأمور التي لم تأتِ بعد، ومختلفةُ المظاهر ومُتفاوتة العبور من ذلك الطريق الذي نتوقعُ مرورها به. كم نحن ضعفاء في الخيالِ والتصوّر والتوقّع، وكم نأخذ أنفسنا بخفّةٍ وسطحيّة في وضعِ الخطط للواقع فقط وعزفِ ألحانه ❝

❞ إلهي، كم تكمنُ روعةُ الحياةِ تحديدًا في عدم قدرتنا على توقعها، وفي الخطواتِ الغريبة النّابعة من عمى أبصارنا أحيانًا. ❝

❞ فالحياة ليست حتى قريبةً من الاتّساقِ المنطقيّ الذي نشعر بقلقٍ دائمٍ بشأنه، إنها تحمل العديد من الأفكار المفاجئة والعديد من الجوانب التي تفوقنا ❝

❞ وجود المرء على هذا الكوكب يتطلّب تأكيدًا على التزامه بالبحث عن تجاربه للحصول على دليلٍ للحياة. ❝

❞ «تعرف بأنني لست أحد أولئك الأفراد الذين يُهملون أجسادهم لكي يحوّلوها إلى قرابين لأرواحهم؛ فلن تتشرّف روحي بتضحيةٍ كهذه إطلاقًا». ❝

❞ هل تعرف بأنه ينبغي علينا أن نُضمِّن في شِعر رغباتنا الجليلة ما يبدو صلبًا وقاسيًا؛ لأن الجمال سيصير زهيدًا وتافهًا لو رأى فيه المرء ما يرضيه وحسب. ❝

‫ ومن أبرز ما يمكن الإشارة إليه في هذا السياق فكرة حتمية الكتابة بالنسبة للكاتب إلى درجة ربط عدم الكتابة بالموت، وهو ما تجسَّد في سؤال ريلكه الذي يطلب من الشاعر الشاب كابوس أن يوجهه إلى نفسه: «هل ستموت لو

أعتقد أن كل أحزاننا هي لحظات توتر، ندركها على أنها جمود، لأننا لا نعود نسمع دبيب الحياة في مشاعرنا التي اعتراها التغريب، لأننا نكون وحيدين مع الغريب الذي ظهر فينا؛ لأننا نُسلَب للحظة كل ما ألفناه وعرفناه؛ لأننا نقف في وسط مرحلة انتقالية، حيث لا يمكن أن نظل وقوفاً!

إن الأحزان التي تكون خطرة وسيئة هي تلك الأحزان التي يتحملها المرء بين الناس كي يتناساها، مثل الأمراض التي يتم علاجها بسطحية وحُمق، ثم تعود مُجددًا وتستفحل بصورة أسوأ بعد استراحة قصيرة؛ ثم تتجمع في الداخل وتصبح حياة، حياة لم نعشها، حياة مُهينة وضائعة، يمكن أن يموت المرء بسببها!

عِش بعض الوقت في تلك الكتب، تعلَّم منها ما تراه جديرًا بالتعلم، ولكن قبل كل شيء أحبَّها هذا الحب سيعود عليك آلاف المرات، وأيًّا ما كان المسار الذي ستسير فيه حياتك ـ فأنا متيقن من أنه سيتخلل نسيج تطورك كواحد من بين كل خيوط خبراتك وإحباطاتك وابتهاجاتك.

لا توجد إلا وسيلة واحدة: عليك بسبر أغوار ذاتك، عليك بالبحث في السبب الذي يدفعك إلى الكتابة، انظر إذا كانت جذوره متوغلة في أعمق مكان في قلبك، واسأل نفسك إذا كانت الكتابة بالنسبة إليك دُونها الموت.. والأهم، اسأل نفسك في أكثر ساعات الليل سكوناً: هل عليّ أن أكتب؟

ليست الأشياء كلها قابلة للفهم أو القول كما يحب الناس عادة أن يجعلونا نعتقد، فمعظم الأحداث لا يمكن التعبير عنها بالكلمات، وتحدث في مكان لم تطأه يوماً كلمة.

ولكن فقط انتبه لما سينهض بداخلك واجعله فوق كل شيء تراه حولك. إن ما يختلج بداخلك يستحق كل الحب، وعليك أن تعمل عليه بطريقة ما، وألا تُضيِّع كثيرًا من الوقت والشجاعة في توضيح موقفك للناس

آه لو استطاع الإنسان استقبال ذلك السر، الذي تعج به الأرض حتى أصغر أشيائها، بتواضع أكبر، ولو استطاع حمله وتحمله بجدية أكث

لا تبحث الآن عن الإجابات التي لا يمكن أن تُعطى لك، لأنك لن تستطيع أن تحياها. والأمر يتعلق بأن تعيش كل شيء. عِش الأسئلة الآن، ربما يجعلك ذلك تعيش يومًا ما، بالتدريج، في الإجابة، من دون أن تلاحظ.

إذا تحليت بذلك الحب للأمور الصغيرة وحاولت، بوصفك خادمًا متواضعًا، كسب ثقة ما يبدو فقيرًا، فإن كل شيء سيصبح بالنسبة إليك أسهل، وأكثر توحدًا وتصالحًا مع نفسه بطريقة ما، ربما ليس على مستوى العقل، الذي سيُترَك مندهشًا، ولكن في أعماق

خذها كما تبدو، من دون تأويل. ربما يتضح عندها أنك خُلقت لتكون فنانًا. وساعتها خُض المغامرة وتحمل هذا القدَر بمعاناته وعظمته، من دون أن تطلب أبدًا المكافأة التي يمكن أن تأتي من الخارج. لأن المبدع يجب أن يكون عالَمًا قائمًا

فمعظم الأحداث لا يمكن التعبير عنها بالكلمات، وتحدث في مكان لم تطأه يومًا كلمةٌ. وأكثر الأشياء التي نعجز عن التعبير عنها هي الأعمال الفنية، فهي موجودات غامضة، وحياتها مقارنة بحياتنا الفانية أبقى .

ولكن ربما تكون تلك تحديدًا الساعات التي تنمو فيها الوحدة، لأن نموها مؤلم مثل نمو الغلام وحزين مثل بداية الربيع.

_ راينر ماريا ريلكه

عليك بسبر أغوار ذاتك، عليك بالبحث في السبب الذي يدفعك إلى الكتابة،