اقتباسات مصطفى حسني

خلقنا الله - سبحانه وتعالى - أسوياء، وملأ شخصياتنا بالقدرات والإمكانيات، وقد تكسرنا الحياة، ويؤذينا بعض الأشخاص، وتصدمنا المواقف بفعلنا أو فعل غيرنا، فالله قادر على إعادة بناء ما انهدم منَّا حتى نعيش حياة سوية هادئة، ونُقدم على الله يوم القيامة بقلبٍ سليم.

أنت لست مسئولًا عن كثير مما حدث في ماضيك.. لكنك الآن مسئول عن التعافي منه وإكمال حياتك كَناجٍ وليس كمُصاب.

إذا عفوت عشت عزيزًا

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾[الحج: 11] ‫ كأن يعبد الله سبحانه وتعالى لكنه ينتظر أشياءَ معينة ‫ ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ﴾[الحج: 11] ‫ لأنه وجد الذي توقعه من الفتح والعطاء فاطمأن أن للطاعة أثرًا كما توقع في سهولة الحياة ‫ ﴿وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ﴾[الحج: 11] ‫ فإذا تأخر الفتح الذي اشترطه يُفتَن في العبادة التي رآها لم تؤثر في تحقيق ما تمناه ‫ ﴿لاَ يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ﴾[فصلت: 48] ‫ سيدنا الحسن البصري يقول: (قنوط) أي: يترك الفرائض؛ لأنه

«اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي، فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ»(

❞ الحلُّ والسرُّ يكمن في خطوتين أساسيتين:

‫* كن واعيًا لما كُسر منك أو انهدم.

‫* تحمَّل مسئولية إعادة بناء رميمك. ❝

❞ أنت مُسيَّر في أقدارك ومخيَّر في رد فعلك معها ❝

فهل لأنَّك علمت عن الله صفات الجمال والكرم والرحمة تغتر به وتتجرأ عليه؟

الخوف ليس عكسه الحب؛ لأنَّ الخوف إذا كان في أقصى اليسار فعكسه في أقصى اليمين الجرأة والتهور والاغترار،

والفارق ما بين العار والذنب؛ أن الذنب هو أنك كإنسان صالح قد أخطأت ثم تُعاهد نفسك ألا تفعل ذلك مرة أخرى، لكن العار هو قولك عن نفسك إنك إنسان غير صالح ولا تستحق، وإن العيب فيك دائمًا. هذا الشعور بالعار قد يُطفئ لديك الرغبة في إكمال الحياة.

حتى قال أحدهم: أنا الذي أغلقت على نفسي الباب لأعصيك وأنت الذي أمرت الهواء أن يدخل من تحت عقب الباب لأتنفس.

رب، أنا شيء، ورحمتك وسعت كل شيء فارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين

وأحد أكبر أهداف الشيطان هي أن يجعلك تيئس من رحمة الله كما يئس هو، الشيطان بوساوسه هنا يريد أن يُطفئ رغبتك في التوبة، يضخم ذنبك

يقبلك مهما بعدت عنه ومهما كان ذنبك، لكن الشيطان هدفه الأكبر ليس فقط أن تُذنب، مع علمك أن الله يقبلك إذا تبت وعدت إليه، بل هدفه الأكبر هو أن يُطفئ رغبتك في العودة إلى الله

ننجو من الدعوة للمثلية بالثبات على الهوية.

أن يكون الإنسان سويًّا لا مثليًّا، واجعل هذا إحدى رسائلك في الدنيا.

إذا كان الإنسان مُسيَّرًا في أقدار الله فهو مـُخيَّر في رد فعله على هذه الأقدار،

فإعادة بناء الحياء من الله تحدث بكثرة التوبة،

كل هذا مكتوب في أقدارك وسيناريو حياتك. لماذا ذكر الله تلك المعلومة إذًا؟

‫ ﴿لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ﴾[الحديد: 23]

هناك أشخاص في هذه الحياة لهم طلَّة وحضور ودعم وسنَد، لكنهم عندما يموت أحدهم، فبموته يأخذ معه جزءًا من قلوب محبيه ليُكملوا حياتهم من بعده بقلبٍ شبه مكسور، يبحثون عنه في كل مكان على أمل اللقاء غدًا عند الله.