أن تُعيدهُ غريبًا هو سيد النهايات، هو شجاعة اليأس ومقبرة الأمل، هو آخر أشواط الوجع الذي لا يغادر.
أن تُعيدهُ غريبًا هو ابتسامة الخذلان، وتربيت التسليم، ويد الغريق التي كفَّت عن التلويح، وهو الرضا بكسر لن يلتئم، هو أن تُفلِت يدك فتهوي في ثقب اللامبالاة الأسود، هناك تتجمد بقايا مشاعرك نحو الآخر، نعم يصبح اسمه “الآخر” حين تعيده إلى رفوف الغرباء، وتُوطِّئ نفسك على السير بجانب الذكريات دون أن تتوهج أو تنطفئ.
أن تُعيدهُ غريبًا ليس راحة، هو فقط خدَر الأحاسيس واستحضارك لمشاعر العدم وحضورك في الغياب.
اقتباسات شروق كمال
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات شروق كمال .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من إشراقات شروق كمال ، من كتاب
سقوط حر في حقيبة زرقاء
-
بدأ يشدو بترنيمته المُحبَّبة وهو يغمض عينيه ويتمايل كدرويشٍ أصابه الجوى، يدور في دوائر شوقه لعينيها ودفء كفَّيها على وجهه، ويمرر يديه على سطح الرماد، يربت عليه، فتشعله نعومة ملمسه كأنه يلامس روح بيرسينّا، وتشتد صبابته فيضع يده على قلبه، يا رب، كيف السبيل؟ وكل نبض في حناياي يناديها، كيف السبيل؟ وقد ألقت عليَّ تعويذة عشقٍ فأصبحت أسير هواها، كيف السبيل وأنا ممزق في البعد، مغترب في ذاتي، أذوب كملح الوجع في نيل الشوق؟ كانت ليلة قمرية، وخيالات النور تُراقص ظل الشجر، وتبحر به إلى الجبال السوداء في إثيوبيا، وإلى الكهوف الباردة وخيال بيرسينّا على تلك الصخرة البعيدة، بيرسينّا!
مشاركة من إشراقات شروق كمال ، من كتاببيرسينا
السابق | 1 | التالي |