الرحباني
الرحباني
عبّر قائلًا

**اعترافات قارئ طقوسي**

اكتشفت مؤخرا سبب عدم قراءتي في اي وقت وفي اي مكان اريد، السبب هو انني قارئ طقوسي ..

القارئ الطقوسي يعيق فعل القراءة على نفسه، تماما مثل من يضع عودا خشبيا في عجلة دراجته ليتعطل عن السير.. ان تربط القراءة بـ"مزاج" و"طقوس" .. أن تعد كوبا من القهوة او الشاي، ان تكون في مكان هادئ، ان يكون معك قلم للتخطيط على الكتاب، ان تقرأ في الصباح الباكر، أن .. أن .. أن .. الى اخره..

عندما اكون في انتظار لدرس ما، ويتبقى لبدايته عشر دقائق مثلا، أو عندما انتظر دوري عند عيادة الاسنان، وأود خلالها ان اقرأ شيئا بسيطا يزيل التوتر وقلق الانتظار، تقفز هذه الإشتراطات صارخة في وجهي : "لا! لا تهتك حرمة القراءة بهذا الشكل الفجّ!".. وكأني تجاوزت "تابو" أو "حرام" .. بالطبع مع صرخات اخرى من مثل : "قد يبدأ الدرس وأنت منهمك في القراءة! حينها بماذا تعتذر؟" أو "قد يناديك الدكتور وانت غارق في قراءتك!" ..

وقد قررت - وليعينني الله في ذلك - ان اتخلص من هذه القيود التي قيّدت قراءتي بها، منطلقا نحو القراءة الحرة، أن اقرأ متى اشاء ومتى كان ذلك مناسبا ومتاحا، دون اشتراطات مزاجية او طقوس مقدّسة ..

2 يوافقون
اضف تعليق