صديقتي المذهلة 1 > مراجعات رواية صديقتي المذهلة 1 > مراجعة Rudina K Yasin

صديقتي المذهلة 1 - إيلينا فيرّانتي
أبلغوني عند توفره

صديقتي المذهلة 1

تأليف (تأليف) 4.7
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

 

الكتاب السابع عشر من العام 2025

صديقتي المذهلة My Brilliant Friend

الجزء الأول من رباعية صديقتي المذهلة

أيلينا فيرانتي  Elena Ferrante,

""قالت لي مرارًا أنها تريد أن تختفي دون أن تترك أثرًا.

لم يخطُر في بالها أن تهرب أبدًا، ولا أن تُغيِّر هويتها، ولم تحلُم أن تبدأ حياة جديدة في مكان آخر ولم تُفكِّر في الانتحار إطلاقًا. كانت تريد أن تتبخر، وأن تتلاشى كل خلاياها حتى يستحيل أن يعثر أحد على أي شيء يخصها!"

كانوا يعتقدون أن ما حدث في السابق مضى وانقضى، وينبغي ان ندفنه لنعيش بسلام؛ لطنهم كانوا ما يزالون في قلب تلك الأحداث، ويحجزوننا فيها نحن أيضا؛ وهكذا، على غفلة منهم، كان الماضي يبقى على قيد الحياة

في الجزء الأول من الرواية التي سميت الرباعية باسمها نجد قصة كتبت لأجل الصداقة ولتخليدها بين بطلتي الرواية إيلينا ريكو “لينو” ورافيلا سيرولون “ليلا”. تبدأ الرواية باتصال يأتي إلى لينو من رينو ابن ليلا يخبرها باختفاء أمه المفاجئ لتقول له: أبحث عن أشياءها بالمنزل هل لا زالت موجودة؟ ليجيب: لقد اختفى كل شيء يخصها. أغلقت الهاتف غاضبةً منها، علمت أن صديقتها اختفت ومحت نفسها للأبد من حياة الجميع لكنها تعيش في ذاكرتها جيداً لذلك ستخلف وعدها لها وستكتب قصتها وكل ما قالته وأخبرتها عنه طوال السنين.. لنرى من سيكسب الآن يا ليلا؟

 

يمكن تسمية الرواية الاختلاف والاختفاء  من الجميل ان نصادق ويكون لدينا أصدقاء لكن علينا الاحتفاظ بمساحتنا الخاصة  ولا نسمح لاحد بالاقتراب منها  لأنها تخصنا نحن فقط وحدنا فقط   لكن الصديقتين هنا حاولت كل واحدة ان تكون ظل الأخرى رغم الفروق والحياة والدراسة والعمل

تعيش كل من الصديقتين في أحد أحياء نابولي الفقيرة في خمسينات القرن العشرين، حيث تتواجد الفوضى في كل جانب منه. يتواجد المرابين دون أخيل كراتشي وعائلة سولار ذات التاريخ الإجرامي المظلم وسيطرتهم على سكان الحي وبث الرعب والخوف في أنفسهم بالضرب والقتل من رجال هذه العائلة ومن الدفتر الأحمر الذي تحمله السيدة سولار دائماً. تتميز كل من الشخصيتين بتناقضها واختلافها عن الأخرى في الطباع والتصرفات وبمحبتهما وعداوتهما لبعضهما وهذا التناقض لم يمنعهما من إيجاد نقطة مشتركة لتستند عليها صداقتهما.

الرواية اخذتنا الى عشوائيات نابولي وعادة تكون عشوائيات المدن عي محطات الاجرام فيها الاستبداد والعنف والقسوة هي طابع هذا المكان، القوي يتبجح ويستقوي على الضعيف والغني على الفقير والرجال على النساء. تهنا الجميع بلا استثناء تحت الضرب.

لينو.. الطفلة الرقيقة، الهادئة، الخجولة، الحساسة، شديدة الملاحظة لكل ما يحدث من حولها. الطفلة التي تستمد ثقتها بنفسها من آراء الآخرين عنها وإشادتهم على تهذيبها وحسن سلوكها وتعليمها. وعلى العكس منها رافيلا، ليلا.. شرسة، عدوانية، عنيدة، حادة الذكاء، صعبة المراس، مشاغبة، لا تبالي بالآخرين، قوية، شجاعة تقدم على المغامرات دون تردد. ليلا التي رغم كل السوء الذي تحمله بداخلها لم يمنع لينو من أن تنظر لها كمثل أعلى، بل عاشت حياتها كظلٍ لها.

ليلا ولينو هذه الصداقة التي نشأت من دون أي حديث بينهما وهما في السادسة من العمر، تلعبان بالدمى تينا وننو حيث لم يستمر اللعب طويلا لتقوم ليلا بإلقاء دمية لينو في قبو الدون أخيل المظلم لتقوم لينو بدورها وتلحق دمية ليلا بدميتها. هذه العلاقة التي كان وقودها الغيرة والتنافس الدراسي والأحلام المشتركة بالهرب من الحي اهتزت حين أخرج والد ليلا ابنته من المدرسة بعد الصف الخامس لحاجته للمساعدة في عمله كإسكافي.

استمر اجتهاد وتفوق لينو بالمدرسة خوفاً من أن يلحقها مصير كل جاهلٍ بالحي. ومن أجل رغبتها بالتفوق على صديقتها الأذكى منها. ليلا كانت تشجعها على الدراسة وتوفر لها كل السبل لتنجح وكانت تغضب منها حين تهمل دروسها. نجاح لينو لم يشعرها بالرضا عن نفسها أبداً، لطالما وجدت ليلا أفضل وأجمل وأذكى منها. ليلا التي ينجذب إليها الجميع وينفر منها في الوقت نفسه. ليلا التي قرأت نصف كتب المكتبة وتعلمت اللاتينية والإغريقية بمفردها. وصممت موديلات متميزة من الأحذية أخذتها وعائلتها من الفقر إلى الغنى بجانب آل كراتشي وآل سولار

انحلت الهوامش أمامي.. بهذه الجملة عبرت ليلا عن الانفصال والجمود الذي شعرت به في احتفال ليلة رأس السنة في مذكراتها التي أعطتها لينو لتخفيها عن أيدي زوجها وعن الجميع وبالتحديد لينو.

انحلت الهوامش.. حواف الأشياء بدأت بالذوبان وفقدت ماهيّتها. لم أستطع أن أتعرف على الأمور من حولي، أنظر إلى شقيقي رينو ولا أرى فيه إلّا الجشع والحقد والكراهية.. لقد أصبح يشبه أبناء سولار وكراتشي. لم أخشى من الأعيرة النارية في ليلة الاحتفال أبداّ. بدت ألوان الألعاب النارية في عينيّ هي المخيفة والمرعبة، من بين الألوان الحمراء والزرقاء كنت أنتظر أن يصيبني أحدها بأذى، كأن يكون مختبئاً بها رصاصاً متطايراً.. لقد أصبت بالذعر. وهذا الأمر تكرر مع ليلا أكثر من مرة في الحمى التي أصابتها أثناء عملها في مصنع اللحوم، نوبة الذعر التي أصابتها مع الزلزال أثناء حملها.. كانت دائماً تشعر بهذا الانفصال الذي يزعزع الأمان والاستقرار من روحها

هذا البعد الذي نشأ بينهما في هذه المرحلة ووضع كل واحدة منهما في عالم، زاده ظهور نينو سارا توري صديق طفولتهما في حياتهما مجدداً. يوجد هذا الاسم اللعين خلف حياة المجنونة ميلينا، في أحلام طفولة لينو الساذجة، في مراهقة ليلا المجنونة وشعورها بالحياة والموت في آن واحد. في غمرة تألق لينو واستقرارها ترتكب هذه الحماقة التي اسمها ني نو سارا توري. يظهر هذا الاسم ليمتص طاقة الحياة منك وأنت في أوجك، ليتركك خامداً تنفث رمادك بوجه كل من يقترب منك.

ستلاحظ حقيقة مهمة دارت حولها حياة الصديقتين.. حين تسعد ليلا تحزن لينو وحين تسعد لينو تحزن ليلا. من هي الطيبة؟ ومن هي الشريرة؟ أم أن كل منهما طيب وشرير بطريقته. على الرغم من ابتعاد مسار حياتهما عن بعض لسنوات طويلة إلّا أنهما نجحتا في إبقاء هذه الصداقة رغم كل ما حدث بينهما.

أحببت ليلا الصدامية مع الجميع في الأفكار، تعيش حقيقة واقعها دون أي تزييف أو هرب، تحتاج لهذه القوة وهذا النفس الطويل لتصل لكل ما ترغب به في حياتك. لطالما ساعدت وواجهت ليلا مشاكلها ومشاكل أسرتها وأصدقائها وزوجها وأبناءها بشجاعة تخيف من حولها وكم أكرهها في لحظات الفراغ والضياع والسواد حين تصبح سليطة اللسان من شدة الألم والقهر.

 

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق