v الكتاب الثامن عشر من العام 2025
v حياتي مع والجوع والحب والحرب=
v الجزء الأول – سيرة ذاتية
v عزيز ضياء
v تطبيق أبجد
بسبب الحصار والخوف من الجوع تم تهجير عدد كبير من أبناء المدينة المنورة، إلى سوريا ومناطق أخرى كانت لاتزال خاضعة لسيطرة السلطنة العثمانية. كانت عائلة عزيز ضياء بين هؤلاء. وهناك عانت العائلة، كما غيرها، حياة قاسية: الجوع، البرد، المرض الذي كان يحصد الناس، فيتم جمعهم في عربات ودفنهم في حفر جماعية ...
مع نهاية الحرب العالمية قد فقدت أربعة من أفرادها، ولم يبق سوى عزيز والدته، فقررت الوالدة العودة إلى المدينة فوجدت منزلها فارغا وقد سرق منه كل شيء، وبدأت مرحلة أخرى من شظف العيش، لم تنته إلا مع انتهاء الحرب الأخرى، التي أنهت حكم الشريف حسين وأولاده.
عبد العزيز ضياء الدين زاهد مراد أو كما اشتهر باسم عزيز ضياء 1914– 1997م، أديب وناقد، ومترجم، ومحرر صحافي، وإذاعي سعودي بارز؛ كان عضواً في جمعية الثقافة والفنون، وهو عضو مؤسس لنادي جدة الأدبي، كما شارك في تأسيس صحيفة عكاظ، وعمل في الإذاعة السعودية كـمعلق سياسي لوقت طويل.
يسرد عزيز ضياء للقارئ سيرة حياته، التي هي سيرة حياة المدينة المنورة، بلغة بسيطة جميلة، فيقدم لنا مرحلة من التاريخ كما عاشها ذلك الطفل، وعاشها مع أبناء جيله. إنها سيرة الجوع، والحرب، والحب، سيرة الأحلام والآمال. تترافق مع سيرة الكفاح التي خاضها عزيز الشاب، ومن خلال هذه السيرة نتعرف إلى الحياة في تلك الحقبة المليئة بالأحداث والتغيرات التي انتهت إلى قيام المملكة العربية السعودية. كما نتعرف إلى العادات والتقاليد، ونمط العيش، والطعام، والعلاقات الاجتماعية في مجتمع متنوع يعيش فيه العربي مع التركي مع الهندي مع القازاقي والبخاري ...
فالكتاب يبدأ بمثل فرنسي “الحياة كالبصلة يقشرها المرأب وهو يبكي” ثم بإهداء إلى والدته الحنون فاطمة بنت الشيخ أحمد صفا (شيخ الطريقة النقش بندية وشيخ حجاج القازان في روسيا) وأنه يسميها ويدعوها باسم “ففَّم” كما أورد بقوله “لم أجرؤ أن أناديها كالعادة ففَّم، وهي الكلمة التي أعني بها، أو تعودت منذ بدأت النطق أن أعني بها اسمها: “فاطمة” … كان كل من في البيت، جدّي وخالتي وآخرون، ينادونها فاطمة… وإذ لم أستطع نطق الاسم كما ينطقونه، فقد درجت أن أناديها ففَّم…”
“إلى أمي” ثم كتب مقدمة قيمة نادرة لا نظير لها، هي عبارة عن رسالة قيمة رائعة من جانبه إلى ابنه ضياء عزيز ضياء بعنوان “ولدي”، وأن هذه المقدمة القيمة تشتمل على نحو ست صفحات تقريبا، شرح فيها معنى هذه السيرة الذاتية والبواعث والدوافع الجذرية التي حملته على كتابة مذكراته، ثم تكلم في هذا الكتاب عن ولادته ومراحله الطفولة وأسفاره وتهجيره مع بقية الأسرة من منزله من المدينة المنورة إلى الشام على حكم فخري باشا (حاكم والي العثمانيين على المدينة المنورة خلال العهد التركي) وكل ذلك وقع في أثناء الحرب العالمية الأولى.
كما ذكر لنا فيه عن انطباعاته وخواطره ومشاعره وتنقلاته مما شاهد بعينيه وسمع بأذنيه بين العديد من مدن الشام والمملكة العربية السعودية، كما تكلم فيه عن الأحوال والأوضاع والظروف التي كانت سائدة في تلك الفترة من الزمان من حالات بعض وفيات أهله وأسرته في جو من الحزن والألم والعذاب والخوف والفقر والبؤس، وكذلك ذكر فيه عن الأحوال السيئة والأحداث والوقائع التي تعرضت لها أسرته وأهل بيته والتي بدأت بسرقة اللصوص لمقتنيات الأسرة والأهل من بيته، وما أعقب ذلك من تطورات ومعايشة للخوف والجوع والفقر والبؤس والعذاب، وكل ذلك حدث عندما اشتد حصار المدينة المنورة خلال الثورة العربية الكبرى.
طفولتي التي بدأت مع رياح الحرب العالمية الأولى” ثم تحدث في هذا الجزء عن مرحلة الطفولة التي بدأت مع رياح الحرب العالمية الأولى، كما يقول “لا أكاد أبدأ الجزء التالي من قصة (حياتي مع الجوع والحب والحرب)، حتى أجد نفسي، وطفولتي، التي بدأت مع رياح الحرب العالمية الأولى، في مواجهة ما أسميه اليوم (معركة) “. وكذلك تحدث فيه عن حياته وترجمته الشخصية الخاصة بزوج والدته يعنى كيف كان اللقاء بينها وبين زوجها؟ وكيف وجده جديدا بعد أبيه الذي فقده خلال الحرب العالمية الأولى، ولم يراه ولم يسمع عنه أي شيء، لأنه قد سافر إلى روسيا في عصر الأمير سلطان عبد الحميد لكي يجمع الأموال والنقود لتأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ولكن لم يرجع أبدا، وغالب الظن أنه قتل خلال السفر في الطريق.
وكذلك تحدث فيه عن الأحداث والوقائع والظروف القاسية المريرة التي أعقبت رجوعه مع والدته إلى المدينة المنورة ومعاناته بعد تعرض سرقة اللصوص في البيت حيث سرق اللصوص كل شيء من الأشياء الموجودة في البيت، و فيه ذكر عن الأحداث المفاجأة التي تلت في تلك المرحلة من الزمان، كما تكلم فيه عن الزوج لأمه يعني كيف تزوجت والدته الشفوق بعد العودة من الشام إلى المدينة المنورة برجل كان يعمل بصفته ضباطا في الدولة العثمانية بعد أن حكم بطلاقها من والده الأسبق على المذهب المالكي، وكذلك تحدث فيه عن الأوضاع المتغيرات التي طرأت على هذه الأسرة الصغيرة التي تشتمل على عزيز ضياء وأمه وأبيه الجديد الذي كان ضابطا كبيرا في الدولة العثمانية، كما تكلم عن أثر التعليم والتعلم والمنهج للتدريس في المدرسة والكتاب وما جرى له من أحداث ووقائع وظروف متناسية، كما ذكر فيه عن دخوله في المدرسة الراقية الهاشمية وما جرى له من أحداث وأهوال في تلك الفترة من الزمان.