* المميزات / نقاط القوة *
- قضية خطيرة وشائكة تمس السِلم والأمن المجتمعي.
- لغة سرد ووصف مهذبة استطاعت توصيل قسوة الحدث بدون ابتذال.
- ختام الرواية يدعو لمواجهة القضية بعلانية وعدم دفن الرؤوس في الرمال.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- كنت أفضل ان يتم اختزال أو دمج التفاصيل السردية التي شابها بعض التكرار.
- شخصيات الرواية كثيرة للغاية مما يستدعي مزيد من التركيز اثناء القراءة.
---------------
مراجعة الرواية:
" عن الفراشات التي لا تطير ولا تموت أيضاً " تدور احداث تلك الرواية الشائكة والصعبة نفسياً نظراً لأنها تمس فلذات اكباد المجتمع وما يتعرضون له من انتهاكات وتعديات جسدية في سن الطفولة والتي يتم التغطية عليها لأسباب متعددة.
بشجاعة كبيرة خاضت الكاتبة هذا الوحل ، كمحاولة منها لإيقاذ الضمير المجتمعي للتصدي لهذه الظاهرة المقززة ومواجهة مرتكبيها من المنحرفين والمرضى النفسيين.
يمكن القاء الضوء على الرواية كالاتي:
* الفكرة / الحبكة *
القضية التي تمت مناقشتها هي بمثابة الحبكة الأساسية للرواية وعمودها الفقري بكل تأكيد.
قضية مجتمعية شائكة لم يتم التطرق لها كثيراً من قبل. قضية التحرش الجنسي بالأطفال فيما قبل البلوغ وما ينتج عنها من آثار مدمرة على حياتهم فيما بعد.
* السرد / البناء الدرامي *
اعتمدت الكاتبة نمط الراوي العليم في سرد الاحداث الكثيرة جداً من منظور كافة شخصيات العمل الأدبي والذي شابه بعض البطء واتسم البناء الدرامي بايقاع هادىء جداً في أغلب اجزاء الرواية.
أيضاً كان هناك تداخل بطريقة الفلاش باك بين الحين والأخر لاستعادة مواقف بعينها حدثت في الماضي ولها تأثير على مجريات الأحداث في الحاضر.
شخصياً كنت أفضل ان يكون السرد اكثر اختزالاً مما تم تقديمه ولم يكن ليؤثر على سير ومجريات الاحداث على الإطلاق.
* الشخصيات *
شخصيات الرواية كثيرة جداً. ربما كان هذا بسبب أن القضية المثارة متشعبة وتمتد آثارها في محيط واسع من المجتمع والأسر. ستحتاج إلى المزيد من التركيز معها حتى تتابع الاحداث بسلاسة فيما بعد.
على الجانب الإيجابي قدمت الكاتبة ما يكفي من المبررات والدوافع لكل شخصية بما يعطى تفسيراً لتصرفاتها وردود أفعالها ، بما في ذلك للشخصيات المريضة محل الاتهام والتي حملت أسماء على عكس افعالها كدلالة ساخرة من الكاتبة على سوء الوضع.
* اللغة / الحوار *
لغة السرد والحوار يغلب عليها طابع الحزن والمأساة بطبيعة الحال. كذلك اشتملت على الكثير من الحوار الذاتي مع النفس.
ما يميز اللغة هو انها مهذبة وليست فجة. نقلت الصورة المأساوية بالتفاصيل ولكن بدون اي اثارة لاشمئزاز القارىء من خلال الفاظ او تعبيرات مسيئة. يكفي بشاعة القضية من الأساس.
بالنسبة لي لا غبار على اللغة والحوار في الرواية.
* النهاية *
المواجهة العلنية أم دفن الرؤوس في الرمال ؟.
هذا سؤال مهم. اختارت الكاتبة طريق المواجهة والمكاشفة على طريقة ( وجع ساعة ولا كل ساعة ) من خلال مشهد ختامي قوي لعل المجتمع يستيقظ ضميره ويواجه بشجاعة امثال هؤلاء المنحرفين أخلاقياً ودينياً.