جنينة المحروقي
يحي صفوت
378 صفحة
صدرت سنة 2020
دار العين للنشر والتوزيع
يتميز يحيى صفوت بأسلوب سردي شاعري، لكنه غير متكلف، يمرر الكثير من الأسئلة الفلسفية والوجودية بين السطور دون أن يشعر القارئ بثقلها. الشخصيات مكتوبة بواقعية حساسة، تخطئ وتصيب، تحب وتخاف، وتبدو أحيانًا كأنها تبحث عن نفسها كما نبحث نحن عنها أثناء القراءة.
الرواية ليست فقط حكاية، بل هي تجربة قراءة تحملك إلى أماكن شعورية لا تزورها كثيرًا في الأدب المعاصر. هي رواية التأمل، والانكسار، وإعادة البناء الداخلي.
في جنينة المحروقي، لا تقتصر الرواية على سرد أحداث، بل تنسج خيوطًا من الرمزية والوجدان والفلسفة، لتمنح القارئ تجربة تلامس الروح. تحمل الحديقة في الرواية رمزية عميقة، فهي ليست مجرد مكان — بل سجنٌ للأرواح، ذاكرة حية للذنب، وبقعة مسكونة بلعنة لا يُعرف إن كانت نابعة من الكراهية أم من الرغبة في الغفران.
هذه "الجنينة" تحبس بداخلها أرواح الموتى، لا من عموم البشر، بل فقط أولئك الذين أحاطوا بالمحروقي وعاشوا تفاصيل الجريمة التي أودت بعائلة كاملة ثأرًا لعائلته. لكنها لا تبقيهم موتى ولا تتركهم أحياء — تسمح لهم بالظهور ليوم واحد في الأسبوع فقط، ليؤنسوا أحباءهم، ثم تعود لتبتلعهم في صمت. وكأن اللعنة تُبقي الجميع معلقًا بين عالمين: عالم الموت الذي لا راحة فيه، وعالم الحياة الذي لا رجعة كاملة إليه.
المحروقي، هذا الرجل الغامض والممزق، لم يجد مخرجًا من ندمه سوى في خلق هذا الطقس العجيب: حبس الأرواح، ومنحها يوما لزيارة أحبائها، ظنًا منه أن هذا سيكون شفيعًا له أو مخففًا لوطأة ذنبه. لكن النهاية تأتي صادمة، إذ يكتشف أن بعض من ظنهم ماتوا لم يموتوا في الحقيقة — أبناء وأحفاد نجوا من الحريق الذي أضرمته يداه، وها هو الآن يواجه ماضيه من جديد، من خلال نسلٍ لم يكن يعرف بوجوده.
فما تلك اللعنة التي تسكن الجنينة؟
هل هي لعنة الكره أم لعنة الغفران؟
وما سر ليلة السبت العجيبة ?
وهل سيتوصل احد لحل هذا اللغز ام سيتركوا المحروقي وحديقته لالتهام باقى الارواح المتبقية دون حول منهم ولا قوة?
هل يُمكن لأرواح محبوسة أن تُسامح؟ وهل يُمكن لرجل لم يطلب يومًا الغفران، أن يُمنح فرصة له؟
أم أن هناك جزءًا من القصة لم يُروَ بعد؟ ربما لا يعلمه أحد... حتى المحروقي نفسه.
جنينة المحروقي ليست فقط حكاية عن الثأر والندم، بل عن هشاشة الإنسان حين يظن أنه يتحكم بالموت... بينما هو في الحقيقة مجرد عابر في طريق اللعنة.
بشكل فنتازيا ممتعة يعطىى اشارة واضحة ان الانتقام لايطرح الا الندم ولابد من حصاده حتى بعد الممات فتفكر جيدا قبل ان يعميك الكره لتقع فى براثن الندم.
الغلاف مميز جدا وخاطف للعين
النهاية اتت مرضية جدا بالنسبة لى مع كل تلك الاحداث المتتالية
رواية جميلة ارشحها للقراءة
#ريفيوهات_DoaaSaad