ختام لثلاثية قوية، تضافرت فيها أفكار وتفاصيل عميقة، تطرقت فيها الاستاذة شيرين هنائي لمواضيع مختلفة قد يستنكر البعض اجتماعها سويًا في نفس البوتقة، لولا مهارة يد صانعتها التي مزجتها في ذلك المزيج البديع..

*في هذا الجزء تتطور الأحداث بالكشف عن مزيد من الأسرار المتعلقة بماضي يحيى ومريم المشترك، وإزاحة الستار عن الفاعل الحقيقي وراء كل ما أصابهما ويصيبهما من غرائب وشدائد...

*اشتعلت الحبكة بصراع يحيى ضد مخططات مريم، مع الاستمرار في محاولات نبش الماضي وكشف السر، بينما زرعت شيرين هنائي تفاصيل الفخ بين أسطر الجزءين السابقين، ذلك الفخ الذي وقعنا فيه دون أن ندري، إذ غرقنا في تفاصيل القصة، لتنكشف هوية الجاني في مفاجأة نهائية، نعجز أمامها عن إبداء أي شيء سوى الإعجاب والاندهاش...

*أعجبتني نهايات حبكة القصة، وحقيقة هوية ذي قناع القرد وسيدة الغابة، بالإضافة لتفاصيل ماضي عائلة يحيى ومريم، وحقيقة يحيى الذي اتضح أنه يُخفي أكثر مما يُظهِر...

*أظن أن أ. شيرين قد استفادت كذلك من احتكاكها بعالم stranger things وترجمتها لرواياته، إذ استخدمت ذلك التأثر في صياغة تفاصيل حبكة المنظمة العلمية ومشاريعها السرية على البشر أصحاب القدرات الفائقة، بالإضافة لخبراتها الشخصية ودراستها الجادة في مجال الباراسيكولوچي..

*بجانب التطرق لفكرة الانتقال عبر الزمن، وهل تؤثر الأفعال حينها بالتغيير في مسار الأحداث، أم أنها تمهيد لما مقرر له أن يحدث بالفعل، وهو ما اتضح في النهاية بمواقف عديدة أبرزها مصير خالة يحيى..

*كذلك أحببت الإشارة اللطيفة في اختيار اسم شخصية "ريكمان رادكليف"، كتلميح للممثلين "آلان ريكمان" و"دانييل رادكليف"، صاحبا دوريّ "البروفيسور سنايب" و"هاري بوتر" من سلسلة چ. ك. رولينج الشهيرة..

*نهاية مفتوحة تحمل معاني كثير، وحتى إن انتهت الثلاثية هكذا، فيكفين ما خضته من مغامرات غريبة وأفكار اشد غرابة برفقة يحيى ومريم، وبالتأكيد اكتسبا موضعًا مميزًا بالنسبة لي ولبقية القراء ضمن ابتكارات أ. شيرين هنائي...