رواية قرأتها بعد عامٍ من التأجيل، جاءت بتوقيت قدري مع دراستي للأدب الأندلسي في الجامعة، هي سيرة متخيلة لابن رشد تروي من خلال عشيقة له" لبني القرطبية" طرح من خلالها فكر ابن رشد ومحنته عند نفيه وحرق كتبه بسبب تأيده للفلسفة، رغم أن العمل كله بالفصحي، حتي الحوارات، لكن السرد جاء عذباً ، لا يُتعب القارئ، استخدم الكاتب إبراهيم فرغلي لغة سردية لربما لو وضعت في عملٍ آخر لأثقلت كاهل السرد لكنها هنا انصهرت في نسيج الحكي كأنها من روحه

كقارئة درست الأدب الاندلسي، لم تكن الأسماء الشعرية المذكورة كولادة بنت المستكفي وحفصة الركونية وغيرهم مجرد حواشٍ ثقافية للعصر المكتوبة به بل شخصيات أعرفها واحفظ أبياتها، اعرفها واعرف الأندلس وكل عصوره جيداً لقد عشت النص بكل حواسي

قصة لبني القرطبية وعشقها لابن رشد كتبت بلغة تلائم زمنها وعندما انتقل الكاتب إلى العصر الحالي بقصة عشق تلميذه لأستاذها أيضاً بحكاية عصرية ، تغّيرت اللغة بسلاسة لتواكب التغير الزمني. هذا الوعي بأسلوب السرد وتطويعه لخدمة الزمن والحدث نقطة تحسب للرواية، أما الغلاف الذي أسرني من اللحظة الأولي، عندما أعلنت دار الشروق عن الرواية لم يكن الا ليخرج من فنان كهاني صالح

رغم أن الرواية تتجاوز الأربعمائة صفحة إلا أنني لم أشعر بثقل، بل كانت رحلة ممتعة أنهيتها دون أن أشعر بثقل الوقت أو الأحداث

هذه ليست مجرد رواية متخيلة عن ابن رشد بل تأمل وطرح لبلوغ الحرية، تأمل عميق في الإنسان من الوفاء والخذلان في العلاقات الإنسانية والعاطفية وحوار مع التشدد في أزمنة لا تسمع

" الحقيقة أن المحزن هو أمر البشر، والمجتمعات التي أصبحت تسير مثل الزومبي خلف تأويلات الآخرين للمفاهيم ولفكرة المقدس. لم يستوعب أحد درس ابن رشد قبل ألف عام، وبعد مرور كل هذا الزمن ما زلنا نعيش في هذه الجاهلية. لكنها جاهلية جديدة تحاول أن تبرر وجودها باسم الدين، وهذه هي المفارقة. "

#بيت_من_زخرف_عشيقة_ابن_رشد

#إبراهيم_فرغلي

نسمة عبداللطيف