سيدة الزمالك > مراجعات رواية سيدة الزمالك > مراجعة Doaa Mohamed

سيدة الزمالك - أشرف العشماوي
تحميل الكتاب

سيدة الزمالك

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

انتهيت من الرواية بمشاعر متضاربة، ربما لأني لا أقدر على وضعها ضمن تصنيف معين! فيها جريمة وغموض ومؤامرات وبعض الأحداث التاريخية وإن كانت بتصرُّف من الكاتب أحيانا.. نفسية أحيانا وسياسية أحيانا أخرى..

الكاتب اعتمد على أسلوب الرواة المتعددين مع الأبطال الأساسيين والأهم (عباس وزينب المحلاوي، وناديا، ومراد، وطارق)

مع تنقلات زمنية غير منطقية في كثير من الأحيان في مصر وتحديدا في الزمالك بداية من الثلاثينات تقريبا وإلى وقت حكومة مبارك و ربما بعدها بقليل..

بدأ الرواية بقصة جريمة قتل "شيكوريل" التاجر اليهودي في بيته في الزمالك بعد سرقته (قصة حقيقة بتصرف من الكاتب) ، ليبدأ من هذة الحادثة بإظهار شخصيات عاشت في أكثر الفترات تقلبا في مصر من الناحية الاجتماعية والسياسية بالأخص، فيمتعنا الكاتب مع الشخصيات وتقلباتها وتغيراتها الجذرية وتصوير ما يمكن أن يفعله الإنسان ليحقق طموحه الملتوي.. وخط موزاي لأهم الأحداث السياسية بداية بنهاية الملَكية في مصر مرورا بثورة ٥٢ والجمهورية وهوجة التأميم وتوالي الأنظمة المختلفة إسمًا والقالب واحد.

هل استمتعت بقراءتها؟ نعم. رغم صعوبة بعض الفصول من وجهة نظري.

هل ضايقني بها شيء؟ نعم الحقيقة😅، ولم أقدر في النهاية تقبّل بعض الأحداث..

نبدأ بالشخصيات الأهم فالمهم :

-عباس وزينب، يستحقان لقب الإخوة الأعداء بجدارة.. أخ وأخت لا يقدران على الاستغناء عن بعضهما وفي نفس الوقت علاقتهم قائمة على الكره والخوف والتهديد..

خلفية عباس مهببة بهباب 😅 لكنه شخصية وصولية استغلالية، يستطيع القيام بأي شيء حتى يصل لمراده (المال والسلطة ولكن على الأغلب المال كان الأهم بالنسبة له)، عباس كان مهووس باليهودي "شيكوريل" في كل شيء، حاول استطاعته حتى يصبح صورة طبق الأصل منه، اتبع حتى طريقته في إخفاء الأموال، ترقى في المناصب عن طريق التملق والسرقة والتزوير حتى أصبح من رجال الحزب الوطني، شعرت مع نهاية هذة الشخصية أنه بالرغم مما وصل إليه وظاهريا تحقيق مايطمح إليه إلا أنه كان خاسرا وحيدا ولا يحبه أحد وربما وبمرور الوقت لن يذكره أحد.

أما زينب المحلاوي "سيدة الزمالك" ،فأكثر شخصية متناقضة ومستفزة وأكثر شخصية تطورت في رأيي عبر صفحات الرواية (استوحشت كمان).. زينب فتاة ريفية بسيطة ولكنها ذكية ولماحة وغير خانعة كانت تحلم بأشياء مختلفة عن باقي اخواتها، من رأى فيها بريق شيء ما كان عباس( و كانت غلطة حياته)، في البداية تعاطفت معها لأنها كانت بريئة إلى حد ما، تسير وراء أخيها مسلوبة الإرادة تفعل ما يريده دون أن تفهم السبب، إلى أن تحولت بالتدريج لشخصية متسلطة، و منفرة، وخير مثال لمحدثي النعمة. -

زينب كانت دائما تريد أن تكون سيدة الزمالك في عيون سيدات الزمالك الأصليين ( هوانم أولاد بشوات)، لكن مهما فعلت ومهما تلونت لتصبح مثلهم لم يتقبلوها بينهم، المثير للحنق في شخصية زينب هو تنكرها لأصلها من البداية وكما نقول (لبست توب مش توبها)، و الأدهى إنها أصبحت تعامل الناس بدونية بعد يومين حرفيا من تغير حالها، سرقت حياة پولا "أرملة شيكوريل" وخادمها وبيتها وسيارتها الكاديلاك، كانت تمشي على خطاها على أمل أن تكون هانم مثلها وكانت تستعجب من رفض سيدات المجتمع لها!

إلى أن صارت المتحكم تقريبا في كل شيء حتى عباس الذي صنعها، متحكمة في الزمالك بمن فيها، أصبحت قادرة على امتلاك كل شبر تريده، تحصل على ما تريده إما بالزن أو التهديد أيا كان.. لكنها في النهاية تحصل على ماتريد.

-

-شخصية "ناديا" شخصية ضعيفة جدا طول الرواية، كانت كالدمية بين أيدي الشخصيات وكان المتحكم الأول والأخير في حياتها هي "زينب"، لا أعلم لما لم يجعلها الكاتب تتمرد ولو في شيء واحد!.. مع أن النهاية كانت على لسانها إلا أنها من أقل الشخصيات تأثيرا في ذهني.

-شخصية مراد، تجسيد للرجل الحرباء، وتجسيد لأمثاله كتير،، حرامي، قاتل، ولاءه للمال، وجبان رغم فُحش أفعاله مع من هم أضعف منه، شخصية وضعت هنا لتُكره فقط.

-شخصية طارق، أكثر شخصية تعاطفت معاها رغم نهايتة وسوء أفعاله، إلا أني لا يسعنى سوى التفكير في كم الشباب اللي اتاخدوا في الرجلين مثله ومستقبلهم اتدمر، أصبحوا قوالب فارغة تنتظر الموت فقط.. محاوراته مع علاء كانت قاسية جدا وما مرا به في السجون بدون تهمة كان أقسى وأقسى. وددت لو أن الكاتب جعله يتحدث في فصل أخير.. نهايته كانت مبتورة بالنسبة لي وربما في هذا بعض من المنطق!

-في المجمل، الكاتب أبدع في كتابة شخصيات تتفاعل معها.. تحبها وتكرهها.. أبدع في وصف بعض المشاهد السياسة في مصر في فترات مختلفة.. ذكر شخصيات حقيقة وددت لو نوه عن كونها حقيقة في هامش.. وصف الفروق بين الطبقات الإجتماعية أيام الملكية وأيام الجمهورية الأولى.. البشاوات ضد حديثي الثراء.. التأميم اللي مع الوقت بقى سرقة..

وصف مصر في العشرينات والثلاثينات والملابس والشوارع كان ممتع رغم اقتضابه.. الزمالك من الأحياء المحببة لقلبي بمبانيها وشوارعها لذلك ال setting بتاع الرواية كان لطيف بالنسبة لي.

عيب الرواية الوحيد اغفال الكاتب الاهتمام بدقة التواريخ، والتنقلات الزمنية لم تكن بالسلاسة المطلوبة وأحيانا كثيرة كان يختلط على الأمر ولزم البحث لأعرف أين أنا زمنيا ربما مقصودة من الكاتب لتوصيل فكرة الاضطراب في الوضع العام في مصر وقتها! يمكن! ..

كانت تجربة ممتعة ومسلية ومُعصبة أحيانا كثيرة. 😅

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق