قطار العودة
أمنية شفيق
معرفش صدفة ولا قدر إني بدأت الرواية امبارح، يوم ٨ إبريل ذكرى الحدث اللي بشوفه الأثقل على روحي من كل أحداث الحرب، أقسى حتى من النكسة، مذبحة بحر البقر، والضحايا الأبرياء من الأطفال.
دي تاني مرة تقريبًا اقرأ رواية بتدور في الفترة الزمنية ما بين نكسة ١٩٦٧ ونصر أكتوبر ١٩٧٣، وبعترف رغم إني مواليد أواخر الثمانينات، يعني لا عاصرت النكسة ولا النصر، لكن تشبعت بروحهم وحكايات عنهم من ناس كتير، منهم واحد يشبه أسرة منى، كان جار جدي الله يرحمهم، وصل القاهرة فرارًا بأسرته وأطفاله من العدوان على السويس، لكنه استقر بحياته في القاهرة، فحسيت مع الأحداث إني بفتكر كل الناس الحلوين دول، ظباط شاركوا في الحرب وجنود وقصص كتير سمعتها حتى في الراديو والتليفزيون عن الأبطال.
نرجع للأثر الاجتماعي للنكسة وحياة المهجرين والفرق بين الجيلين، جيل منى وجيل أخواتها، الجيل اللي عاش في السويس واعي والجيل اللي كبر في مدن تانية فمعندوش نفس الإحساس بقوة الفقد والعزلة.
قصص كتير تضمنتها الرواية رغم قلة عدد صفحاتها، منى وأسرتها، مها، هدى، نادية، نيفين، نبيل وسامية، كل واحد منهم خرج من التجربة مختلف باختلاف قوته وصلابته ومدى تأثره بالأحداث، لكن في النهاية الوطن عبر من الهزيمة للنصر وسيناء رجعت لأحضان مصر.
عجبني اوي المشهد الأخير والنقاش اللي أظهر فرق العقليات بين منى وأخواتها، واللي لسه موجود لحد يومنا ده، حتى بين الأجيال اللي زينا ما عاصروش الأحداث دي، لكن منهم اللي زي حالاتي وزيك يا أمنية، عشناها بوجداننا وقلبنا وعقلنا من خلال القراءات والمشاهدات.
النصر جاي وعن قريب بإذن الله وزي ما سيناء رجعت، باقي الأرض مسيرها راجعة لأصحابها لما يأذن المولى عز وجل.
أبدعتي أمنية كانت التجربة الأولى مع قلمك، لكن أكيد مش الأخيرة، وخالص اعتذاري للإطالة.