يحتوي فصل "فرص نجاحنا في إقامة مجتمعاتنا على أسس إسلامية" على أفضل تلخيص، ببساطة ووضوح، لأزمة مجتمعاتنا الإسلامية من حيث أسباب نشأتها ولماذا هي أزمة بالأساس
سيمدك الكتاب بوجهة نظر مختلفة عن الإصلاح الديني وفرص الثقافة الإسلامية لاتخاذ مكان في العالم الحالي، وبالنسبة لي يعتبر هذا الكتاب هو أول طرح أقرأه عن الإصلاح الديني يتعمق في الفكرة، ويسأل بصراحة هل للثقافة الإسلامية مكان في العالم الحالي؟ وكيف يمكن أن تتفاعل مع موجبات العصر؟ ويشرح كيف أن الإسلام أثقل بالزيادة عليه بحسن نية وبسوئها، وتعرض الكتاب بالنقد للفرق الإسلامية ولمثقفي العرب والمسلمين في عصرنا.
اذا كنت مهتماً بموضوع الإصلاح الديني والثقافي بشكل عام فبالتأكيد ستتجادل كثيراً مع بعض افكار الكتاب جدالا حميدا ينقح الأفكار ويفتح الأذهان ويصحح المفاهيم.
في الفصل الأخير من الكتاب يتخذ الكاتب أسلوباً مميزا في الكتابة يقترب من التراث ولا يغرق فيه، وتلمس من الأسلوب إعجاب الكاتب بالتراث العربي والإسلامي وحبه للتراث دون أن يغفل الواقع المعاصر، لتخرج اللغة جزلة وراقية دون كثير من التعقيد أو المعجمية،. حتى لتظن أن اللغة العربية لا يكتب بها إلا بهذا الأسلوب.
كنت أتمنى أن يسترسل الكاتب أكثر في عرض أفكاره عن أسباب التدهور وطرحه مقترحات وطريق للترقي مرة أخرى لأن جل الأفكار والمقترحات نوقشت وطرحت من قبل ولم تنجح، ولم يتعرض الكاتب إلا من بعيد لأسباب فشل هذه المقترحات عند التطبيق.