وكإنك من الهواء، أشبه بكتاب، صفحاته تخرج منها كلمات ممزوجة بالحب والأمل والوجع، على الرغم من ثقل ما يحتويه من حكاية، شعرت كأنه خفيف، رقيق، بسيط كأنه فعلا داريا، هي من الهواء.
على مدار عشر سنوات، تسرد آدا مذكراتها مع معانتها، شعرت كأنها رسالة حب طويلة فيها من الدموع والأوجاع، محاولات النجاة والعزم في الاستمرار على الرغم من كل شئ.
لا أعلم ما السبب الذي جذبني للبدء في الكتاب بل وقراري أن اشتريه ورقيا حتى بعد ما انتهيت منه، أنا أشعر بالحزن الشديد هذه الأيام، هل حابة اقرأ عن معاناة حتى لو كانت مختلفة عني، تشاطرني أحزاني أم السبب أني مغرمة بالقراءة في الأدب الأيطالي؟
في الحقيقة لا أعلم السبب بالظبط ولكن ما شعرت به أنه منجذبة للبدء فيه وسبحان الله كان اختيار في وقته، تساءلت وأنا بقرأه وجلست أفكر كثيرا بعد ما انتهيت منه، ما شدة ما أمر به من حزن مقابل سيدة كانت مفعمة بالحياة وكانت راقصة باليه كلها طاقة، ولدت طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة وبعد فترة قصيرة مرضت السيدة بالسرطان بل وتوفت به حتى علاقتها مع زوجها كانت متوترة.
حياتها كانت بين رعاية ابنتها الحلوة ومتطلباتها الكثيرة بسبب مرضها وعدم مراعاة المجتمع من حولها هؤلاء الأطفال الذين يمرون بحالة خاصة ومن جهة أخرى محاولات آدا للعلاج والشفاء من السرطان وما تتبعه من عذاب وأوجاع.
سطور الكتاب بتعكس قدرة آدا على الوصف الجميل في مزجها لحب لابنتها ولرقص الباليه، كأنها هي وابنتها من الهواء
كأنهم يؤدون رقصة على أنغام موسيقى حزينة، شيئا فشيئا تهدى صوت الموسيقى وتصور داريا وهي على سريرها لا تستطيع التكلم ولا التحرك، وآدل والدتها هي الآخرى جالسة على سرير في المستشفى تعاني وجسمها أصبح شبه بابنتها من أثار العلاج لمرض لم تشفى منه قط.
امبارح جلست أتصفح وأشاهد صورها وأقول هذه الحياة كلها معاناة يا آدا، كتابك فاز بجوائر وأنا سعيدة بذلك، وأتمنى لابنتك أن تكون بخير.
الترجمة كانت حلوة، شكرا داليا عبدالله ♥️