عدد الصفحات :162

تدور كل مشاكل البشرية بفلك خطايا سبع لا تخرج منهم أبدًا.. الفخر، الجشع، الحسد، الغضب، الشهوة، الشراهة والكسل.

النفس البشرية تتحكم بالإنسان وتعمل على غمسه بالخطايا لكن هل من المبرر أن يستسلم الإنسان لها ويجعلها تحدد مصيره؟

لايستطيع الإنسان التنصل من ماضيه وبناء حاضر جديد له مبني على الزيف ليصنع اسماً لامعاً وعائلة مرموقة كما فعل الدكتور الصيدلي مصطفى درويش صاحب شركات الأدوية والمتزوج من عائلة لها اسمها وصاحب الباع الطويل في أعمال الخير، فبالرغم من الواجهة الذهبية التي غلّف نفسه بها ليداري سوءات ماضيه إلا أنه لم يفلح فلا بد للحق أن ينتصر، تلك الخطايا التي ارتكبها بدأت أولاها بالغضب ثم الانتقام من العمدة الذي أهانه وأذله صغيراً فشعر بلذة الانتصار مالبث أن تبعت الخطيئة خطايا أخرى حسد، شهوانية، جشع... فقتل وسرق وزوّر .لكن ضحاياه لم ينسوا صائدهم وخطفوا ابنه يوسف فلذة كبده وعملوا على إفلاسه وتكبيده الخسائر انتقاماً لما فعله بهم.. فجأة.. تحدث فجوة زمنية لأسباب مجهولة يتمكن فيها من التواصل مع نفسه في الماضي فهل سيتمكن من تصحيح أخطائه؟ هل سيتمكن من تغيير مجرى الأحداث؟ أم أن القدر واقع .

الرواية جميلة جداً تصور لنا الصراعات بين النفس البشرية وصاحبها وقدرته على تجنب الموبقات أو الانصياع وراءها والوقوع في بئر الخطايا كما أن الكاتب أجاد بناء الشخصيات ووصف ماضيهم وماتعرضوا له في الصغر من ظلم واستغلال وغيره مما كوّن شخصياتهم على الشكل الحالي.

اللغة جميلة فصحى سرداً وحواراً كتبت بأسلوب جذاب يتنقل بين الماضي والحاضر بسلاسة دون تشتت وبوتيرة أحداث مترابطة سريعة تجذبك من أولها لآخرها أنهيتها بيوم واحد لجمالها.

اقتباسات راقت لي :

❞ منذ أن خطى بقدميه بداخل دائرة الخطايا وسمح لشهواته بالتحكم به وهو يعلم أنه لن يتمكن من الخروج منها أبدًا، يظن الجميع أن خطيئة واحدة صغيرة ربما لن تضر أحدًا، لكنك لن تعلم أبدًا تأثير تلك الخطيئة على حياة الآخرين، ❝

❞ فالجميع شرفاء حتى يتم اختبارهم، عندها المعظم يسقطون بالهاوية والقليلون من ينجون من هذا الفخ القاتل.. ❝

❞ فالخطأ كالدائرة ليس له نهاية، فعند أول خطوة لك بداخل دائرة الخطايا فستكون النهاية الوحيدة المحتومة نهايتك أنت. ❝

❞ لقد فشلتُ بكل اختبار دخلته في هذه الحياة، ولحماقتي كنت أظنني دومًا المنتصر.. ❝