الطريق إلى الخيمة الأخرى > مراجعات كتاب الطريق إلى الخيمة الأخرى > مراجعة أماني هندام

الطريق إلى الخيمة الأخرى - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

الطريق إلى الخيمة الأخرى

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

❞ «كان ذلك زمن الحرب.. الحرب؟ كلا، الاشتباك ذاته... الالتحام المتواصل بالعدو لأنه أثناء الحرب قد تهب نسمة سلام يلتقط فيها المقاتل أنفاسه. راحة. هدنة. إجازة. تقهقر. أما في الاشتباك فإنه دائما على بعد طلقة. أنت دائما تمر بأعجوبة بين طلقتين. وهذا ما كان، كما قلت لك، زمن الاشتباك المستمر» ❝

❞ «لم تكن ثمة أي حرب على الإطلاق. كل ما في الأمر أننا كنا ثمانية عشر شخصا في بيت واحد من جميع الأجيال التي يمكن أن تتوافر في وقت واحد. ولم يكن أي واحد منا قد نجح بعد في الحصول على عمل، وكان الجوع - الذي تسمع عنه - همنا اليومي. ذلك ما أسميه زمن الاشتباك.. أنت تعلم أو لا تعلم، لا فرق على الإطلاق. كنا نتقاتل من أجل الأكل، ثم نتقاتل لنوزعه فيما بيننا، ثم نتقاتل بعد ذلك»

❞ «إن كل طالب في مدرسة النازحين كان يصر على الاحتفاظ بمأساته الخاصة، وضمها بعنف إلى صدره. ❝

❞ يعودون، إذ يهبط الليل، إلى خيامهم أو إلى بيوت الطين حيث تتكدس العائلة صامتة طوال الليل إلا من أصوات السعال المخنوقة... كنت أحس أني أدرِّس أطفالا أكبر من أعمارهم... أكبر بكثير، كل واحد منهم كان شررا انبعث من احتكاكه القاسي بالحياة القاسية... وكانت عيونهم جميعا تنوس في الصف كنوافذ صغيرة لعوالم مجهولة، ملونة بألوان قاتمة، وكانت شفاههم الرقيقة تنطبق بإحكام كأنها ترفض أن تنفرج خوف أن تنطلق شتائم لا حصر لها دون أن يستطيعوا ردها... كان الصف إذن عالما صغيرا... عالما من بؤس مكوم ولكنه بؤس بطل ❝

دراسة لأعمال غسان كنفاني الذي أحب جميع أعماله ونحن على بعد يومين من العيد،ينقبض القلب حزناً ومرارة على أهلنا في فلسطين ولست أدري سبباً محدداً لعدم شعوري بالسعادة باقتراب العيد سوى لاستشعاري مدى تعاستهم لفقدان أحبابهم ولمعايشتهم تلك الحرب الضروس منذ أكثر من عام ونصف..

أشعر بأن قلبي مفطور منقسم لأنهم على الدوام معي،دموعي تهطل لدمعة طفل فقد ساقه أو يده أو فقد الأغلى بموت جميع أفراد عائلته..ما أقسى كلمة لاجئ التي تلازمهم من المهد إلى اللحد وهم مالكو الوطن الأصليين؟إن التشرذم الروحي والانفصال الجسدي عن الوطن لهو الأشد وطأة من جميع مسميات الخزي والانكسار والهوان الناتجة عن احتلال بغيض أشبه بأذرع السرطان الخبيث والذي يستشري في جسدك حتى يقضي عليك في النهاية بعد أن تفقد قدرتك على المقاومة..

أتذكر أنني في العيد السابق كنت أقرأ جميع كتب غسان كنفاني أو أعيد قراءتها لأنني لا أستطيع أن أحيا العيد دون أن يصاحبني الشعور بهم ليتردد بي صدى صرخات الرجال الثلاثة في الخزان تحت وهج الشمس الحارقة" لأنهم لم يمتلكوا الشجاعة لكي يقرعوا جدران الخزان"وتلك العبارة التي دوماً تؤجج بي شعور الوجع الممض في كتابه الرائع المعبر عن المأساة الفلسطينية"رجال في الشمس"والتي تعد إسقاط مباشر على العرب الذين يخشون مجرد الطرق على أبواب الحرية فيموتون في النهاية بحسرتهم ..❞ ألا دقوا جدران الخزان... إنه الموت فلا تستقبلوه صامتين، صابرين.. إنه الجحيم فلا تقبلوه مكتوفي الأيدي، بل اصرخوا وافعلوا، دقوا جدران الخزان - القبر. إن «الفرار موت» وليس من بد سوى مواجهة الواقع، وليكن ما يكون ❝

ويظل غسان كنفاني أيقونة البحث عن شعاع الأمل والرجاء في وطن في جملته الأثيرة "الوطن هو ألا يحدث كل ذلك"💔

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق