"النجوم كلها كانت تنتصب فوق رأسي، اجتمعت بطريقة غير معقولة في النبع، منعكسة الآن في حوض ماء صغير، يبدو الآن عميقًا لا قرار له. تشعّ هذه النجوم وتتلألأ في الماء -حيث يمكن غرفها ورميها على الضفّة أضواءً متناثرة." - عين الجمل للأديب جنكيز إيتماتوف من قيرغيزستان 🇰🇬
أول ما أقرأ من أدب هذا البلد الصغير (حجمًا) في آسيا الوسطى، رواية قصيرة ترجمها عن الروسية ثائر عز الدين بعنوان عين الجمل. تحتفي روسيا بإيتماتوف لأهمية ما خلفه من تراث أدبي كتبه بالروسية ولإخلاصه طوال حياته لعديد القيم التي روّج لها الاتحاد السوفييتي آنذاك، وهو ما يظهر جليًا في شذرات اشتراكية لا يمكن تجاهلها في هذا العمل.
في سهوب بعيدة كل البعد عن المدينة، يضطر شاب متعلم للتعامل مع عُمّال غلاظ، يملأ الحقد قلوبهم والبؤس نفوسهم. يبذل الشاب جهدًا كبيرًا كي يتقبله الجميع، إلا أن صراع الطبقات يفرض نفسه على المشهد. وبالتوازي، نرى بأعين الشاب جماليات الطبيعة ورومانسيتها في برية الاتحاد السوفيتي، إذ تقترب بعض المشاهد -لغةً ووصفًا- من الغزل.
يتركنا إيتماتوف مع نهاية مفتوحة تحتمل قراءات مختلفة، فكأن كل الاحتمالات قائمة في مواجهة تحديات الأيديولوجيات الشيوعية وسعي السوفييت لتذليل العقبات أمام طموحاتهم التي تنسحق تحت وطأتها ملايين الحيوات.
#Camel_bookreviews