اسم الرواية: دليل جدتي لقتل الأوغاد.
المؤلفة: ميرنا المهدي.
دار النشر: دار الكرمة.
عدد الصفحات: 243 صفحة.
نُشرت عام: 2023.
تُعد رواية "دليل جدتي لقتل الأوغاد" واحدة من أبرز أعمال الكاتبة المصرية ميرنا المهدي، حيث صدرت عن دار الكرمة للنشر والتوزيع عام 2023، وجاءت في 248 صفحة.
تصنيف الرواية: تنتمي الرواية إلى أدب الغموض والجريمة، مع جرعة من الكوميديا السوداء. تتناول موضوعات اجتماعية جريئة، مثل التحرش الجنسي، والعنف الأسري، والاكتئاب، مُسلطةً الضوء على انعكاس هذه القضايا على الأفراد والمجتمع.
ملخص الأحداث: تدور القصة حول عيسى، الذي يكتشف أن جميع أفراد عائلته قد ارتكبوا جريمة قتل على الأقل مرة واحدة في حياتهم، تلعب الجدة نصرة دورًا محوريًا في توجيه العائلة؛ لمواجهة سلسلة من الجرائم الغامضة، ومع تصاعد الأحداث، تتكشف صراعات نفسية واجتماعية معقدة، وتُطرح تساؤلات حول تعامل المجتمع مع العنف والتحرش.
التقييم الشخصي:
كعادتي في مراجعة أعمال الكاتبة ميرنا المهدي، لم تخذلني هذه المرة أيضًا، بل قدمت رواية تحمل بين صفحاتها قضية مجتمعية هامة تُلامس الواقع بجرأة ووضوح، بأسلوبها المميز، استخدمت لغة عربية فصحى سلسة وسهلة، ممزوجة ببعض الألفاظ العامية التي لم تضعف البناء الروائي، بل زادت من واقعية الأحداث وتقاربها مع المجتمع، الذي وصفته الكاتبة بأنه يعج بالخزي والخذلان.
تنبض رواية "دليل جدتي لقتل الأوغاد" بالحياة من خلال لغتها العفوية والحقيقية، حيث اعتمدت الكاتبة على التعبيرات المصرية التي جعلت الشخصيات أكثر قربًا من القارئ، فعلى سبيل المثال، نجد لفظ "الوغد" يُستخدم للإشارة إلى الشخص الخبيث والوضيع، بينما تعكس كلمة "فحلًا" نظرة بعض الرجال المغلوطة عن القوة والرجولة، تلك التي تقترن بالغضب والعنف، أما عبارة "لابسة عادي وشعرها مربوط"، فهي مستوحاة من أغاني الشباب، وتعكس الجمال الطبيعي بعيدًا عن التصنع.
كما تعكس الرواية جانبًا من العادات الاجتماعية بأسلوب ساخر، فمثلاً نجد تعبير "نحن عائلة تحارب الاكتئاب بالمحشي والكباب"، يجسد كيف أصبح الطعام وسيلة للتعامل مع ضغوط الحياة، تمامًا كما أصبحت "الميمز" والعبارات الساخرة طريقة للهروب من الاكتئاب، والتعامل مع قسوة الواقع.
لكن الرواية لم تتوقف عند اللغة والأسلوب، بل سلطت الضوء على قضية شائكة وحساسة، وهي تعامل المجتمع السلبي مع الجرائم التي تُرتكب ضد الفتيات، فقد تناولت الكاتبة حالة بتول، التي واجهت جريمة قاسية، لكن المجتمع والأهل اختاروا الصمت والهروب من الحقيقة خوفًا من الفضيحة والعار، بدلًا من مواجهة الجريمة والبحث عن العدالة، هذا الصمت القاتل لا يتوقف عند حالة بتول فقط، بل يعكس مواقف مشابهة شهدناها في الواقع، مثل قضية نيرة أشرف، التي لم يتوقف البعض عن الإساءة إليها حتى بعد وفاتها، وكأن المجتمع يحمل الضحية ذنب الجريمة بدلًا من معاقبة الجاني، رحمها الله ورحم كل من ظُلمت في صمت.
الرواية ليست مجرد عمل أدبي، بل صرخة وعي في وجه الصمت والاستسلام. إنها من الأعمال التي تستحق القراءة؛ لأنها توجه رسالة واضحة لكل شاب وفتاة، لكل أب وأم: لا تسكتوا عن حقوقكم، لا تخافوا من المواجهة، فالتستر على الظلم خوفًا من كلام الناس قد يجعلكم تخسرون أنفسكم قبل أن تخسروا الآخرين، السكوت عن الحق خيانة، والصمت ليس دائمًا نجاة!
تُعتبر "دليل جدتي لقتل الأوغاد" رواية جريئة تتناول قضايا اجتماعية معقدة بأسلوب مشوق، مما يجعلها إضافة مميزة للأدب المصري المعاصر.
التقييم النهائي: ⭐⭐⭐⭐⭐ (5/5)
اقتباسات من الرواية:
"هذا المجتمع صنع ليزعزع ثقتنا بأنفسنا، يبيعون للنساء الخزي والعار، وللرجال الذكورة الهشة."
"الخنازير تُعد كائنات شرهة إذا جاعت أكلت لحم صاحبها دون صون للجميل والعشرة، أما البشر فهم يختارون التمرغ في الوحل بكامل إرادتهم."
"لو كنت وجدت شخصًا يخبرني ألا تخاف، لربما أمضيت هذه السنوات في التعافي، عوضًا عن تضييعها في الندب والنحيب."