"أسهل وسيلة للانتحار: هي ألا تقرأ! وتكونَ أنتَ أنت على مرور السنين، كل الذي حولك يتقدّم وأنت مُقيمٌ كأنك مسمارُ جُحا.."
القراءة الثانية للكاتب "نعيم بن محمد الفارسي"، والتي أتت بمثابة تأكيداً على ما خرجت به من القراءة الأولى؛ ألا وهو أن أي كتاب يحمل اسمه سأكون مهتماً بقراءته، فالطريقة التي يطرح بها مواضعيه عن القراءة والكتابة والكتب، تجعلك تشعر بالشغف الهائل الذي يمتد من سطور الصفحات إليك، ناهيك عن الجهد المبذول في تجميع المصادر وربط العديد من المواضيع بكتب وكتاب، والطاقة الهائلة الإيجابية التي تخرج منها بكتبه، وتجعلك نهماً للقراءة عموماً.
"معرض الكتاب مُلتقى الأفكار لا الأجساد، صراع الحضارات لا السبايا، إنّهُ مظنة الفكرة، وموطن الومضة. إني أذهب لأصقل روحي بمبرد القراءة، وأُذهب عنها خبث الجهل. تعويذة القراءة تطرد أباليس الغرور العلمي، وتجعل الهشيم مُخضراً كأن لم يصفّر بالأمس."
في هذا الكتاب، يُبحر الكاتب عن طريق مقالات حول القراءة ومواضيعها التي لا تنتهي، مع ذكر أمثلة لكتاب ومواقف من كتب أخرى، وتلك الإحالات المتعددة والمهمة تجعلك تخرج بترشيحات عديدة، وقائمة تطول، والجميل أنني وجدت الكاتب واسع الإطلاع بالفعل، فبمجرد إلقاء نظرة على المصادر والكتب المذكورة فيها تفهم أن الكاتب لا يحصر نفسه في زاوية واحدة أو نوعية كتب واحدة، وذلك ما ساعد على تنوع المواضيع وتلوينها، فعلى الرغم أن بعض المواضيع مُكررة ولكن الزوايا المختلفة التي يُقدمها الكاتب يجعلك كأنك ترى الموضوع من جديد لأول مرة.
كتاب جميل ولطيف، يُعيد شحن طاقتك القرائية، ويجعلك تتعلق أكثر بالقراءة، وبكل تأكيد يُزيد من قائمة الكتب التي تريد قراءتها.