*عين + عين =؟*

الأبطال في هذه الحياة كُثر، بعضهم عظماء إلى الحد الذي لا يمكن أن تجد شخصا لا يعرفهم، وبعضهم أبطال في جانب معين من الحياة، وهم بذلك ملهمين.

ومن النادر أن أجد بطلة في قصة ما أعتبرها ملهمة لي ومن الحرف الأول في قصتها.

لوهلة ظننت أن إبراهيم نصر الله قد أسرني بكلماته، لكن، مع التمعن وجدت أنها هي الملهمة.

كانت لها نظرتها الخاصة، ترى كل شيء حولها بطريقة مختلفة لا يشابهها أحد فيها، فهي التي كانت ترى في الخريف أعماقه، فهو الحياة قبل الموت، التجدد بعد الذبول، كانت تملك عينا!

وهنا جاء دور والدها، كان يردد عليها دائما: *إذا ما أردتِ شيئا فإن عليك أن تكوني أكثر جرأة لتناليه*، وهكذا من المرة الأولى سعت بكل جهدها لأن تمتلك الجرأة التي تنقصها لطلب ما تتمناه، فقد كانت تمتلك عينا!

إنها كريمة عبود أول مصورة في فلسطين، عنها تحدث الكاتب وعن السيرة والأحداث التي رسمت شخصيتها.

فقط قراءة الجزء الأول من السيرة، كيف كان شغفها يتدفق منذ الطفولة، يلهمك لتبحث عن ذلك الشيء الكامن فيك والذي يشعرك بالبهجة، وأنك أنت لست شخصا آخر.

وبالرغم من قصر السيرة التي دونها الكاتب نصر الله والتي كانت جزءً من ثلاثية الأجراس (سيرة عين، ظلال المفاتيح، دبابة تحت شجرة الميلاد)، إلا إن فيها من العمق ما تقف أمامه عاجزا، هل تصفه بالجمال أم تكتئب من الألم الذي يتضمنه؟!

لا أستطيع أن أحكي تفاصيلا عن السيرة لأن كل تفصيل فيها يجب أن يكون سرا يكتشفه القارئ، فكل معلومة ستترك في الذهن أثرها، وحتى مع معرفتك كيف ستكون النهاية إلا أنك تكملها علّ في الأحداث انحرافا يغير مسيرها الواقعي.

وزاد السيرة جمالا أنها كتبت بالقلم الأدبي الرائع لإبراهيم نصر الله، ما جعلها تذوقا لغويا ملهما.

في أثناء قراءتي لسيرة عين تساءلت: هل يمكن أن نقول *ماذا لو* عندما تكون القصة حقيقية ولشخص رحل منذ سنين؟ أم أن نتأمل كيف لمعطيات الحياة أن ترسم شخصياتنا؟!

والاجابة كانت بين كلمات كريمة حين أجابت على سؤالها لعائلتها: *عين + عين تساوي؟!* وأترك لك عزيز القارئ هذا السر لتكتشفه حين تقرأ.

▪️ *اقتباسات:*

❞ الجاهل عدُوُّ صورته، وليس عدو نفسه فقط ❝

❞ هناك أشياء كلما حرصت على إخفائها أكثر، انكشفتْ أكثر! ❝

❞ ما الذي يحدث للتّناغم حين يسرق الموتُ شخصًا عزيزًا من الصّورة؟ ❝

❞ كانت الصورة، ممتلئة بفائض حياة من النادر أن يصادفه المرء مجتمعًا في صورة واحدة. ❝

❞ لكل صورة شمسها الخاصة، وأن لكل مصوّر شموسه الخاصة به، بعينيه. ❝

▪️ تقييم الكتاب: 4.5 من5