تَصفو الحياة لجاهلٍ أو غافلٍ
عمّا مضى فيها وما يُتَوَقَّعُ
ولمن يغالطُ في الحقائق نفسه
ويسومها طلبَ المحالِ فتطمعُ
المتنبي
عزيز عامر، الرجل الذي عاش حياته كجواد غافلٍ في سباقٍ يعدو نحو غاية واحدة، بغمامتين، يغالط بهما الآخرين في الحقائق، ويحجب بهما عن عينيه سائر زوايا الرؤيا، ليدرك عند بلوغه خط النهاية أنه كان طوال الوقت يكرس جهده للعدو في الاتجاه المعاكس، نحو خط نهايته هو وهلاكه.
رغم سلاسة وانسيابية السرد، فإلى أن تنتهي من ثلثي الرواية ستظنها رواية اجتماعية تقليدية، حب ضائع، صداقة زائفة ثم غربة قسرية مؤلمة ثم عودة، تحلو الحياة بعدها وتطيب فتمرر السطور مترقبًا نهاية مثالية متوقعة ومحبِطة في آن واحد، هل اطمأننت لتحليلك للحبكة وأمنت جانبها مثل عنتر؟ إذن حان الوقت أن يصفعك الكاتب أو بالأحرى تصفعك الحياة - كونها مستوحاة من مأساة حقيقية - كفًّا لبلبيًّا معتبرًا بطرح قضية فقهية شائكة، اتفق فيها قانون البشر مع تأويله الخاص للشريعة على تطويق عزيز وكل عزيز بطوق حديدي لا فكاك منه إلا باللجوء إلى قانون السماء.
لأن الحقيقة لا دين لها، سأظل دومًا أختار الخيال.
الله معك يا عزيز.