اقتضبت.
كانت تبوح حين بدأت.
ربما هكذا يكون الحكي: سلسًا حين تبدأ، ثم يصير مستعصيًا، لا لقلة قدرتك، بل لأن الكتابة تقتل.. تريح أحيانًا، لكنها تقتل كرسالة وداع!
لم أفهم سهام، لكني أفهم ندى. استرسلت عنها في البداية كعلاقة صداقة بين طفلتين لا تخشيان شيئًا،
ثم فترت العلاقة رغم الذكرى، فقل الحديث عنها،
ثم ماتت، فعاد الحديث مربكًا عن شخص غاب عشرين عامًا، لا تخبرنا عنه سوى مذكراته.
ثم أنهيت الرواية، فلا يشغلني غير سهام..
سهام!
وحازم.. نسيت حازم، كيف نسيته؟!.. أنا حازم!
“ولأن الحب أعمى، لم أصدقه. قلت لنفسي: ربما يقول ما يقول اليوم، وغدًا يقول أحبك ويعرض مصادقتي. لم أكن أعرف حازم بعد بما يكفي.”
لا أذكر من أروى غير أنها انتحرت.
*“شارك في جنازة أروى، رغم أنه أعلن حين نقل إليه الخبر أنه لن يمشي في جنازتها. قال: بصقت أروى في وجوهنا جميعًا. قال: أسامحها على كل شيء إلا انتحارها. لن أسامحها على ذلك أبدًا.
ولكنه مشى في الجنازة. كان حزينًا حزنًا غريبًا لم أره من قبل، لأن الحزن قوة جاذبة تشد لأسفل، تسحب الرأس والكتفين إلى تحت، كأن الجسم في حزنه يمسي واهنًا خفيفًا، فتستقوي الجاذبية عليه وتستشرس.”*
ندى - حازم - سهام - أروى
هذه أسماء حقيقية لا تصلح لروايات غير روايات رضوى عاشور.
أقول دائمًا: من ماتت أمه فليقرأ لرضوى عاشور.. تحتضنك دون احتضان.
ندى لم تكن أمًا لطفلين شبا، لكن الومضات التي كانت تذكرها لم تكن فعلًا لأم، بل لشبه أم.
فرج.. الفصل الأخير.. يكفيك غلاف حلمي التوني، يحكي كل شيء