عم تتحدث حين تتحدث عن الصداقة
⭐️ ⭐️ ⭐️
رواية لبلال علاء وهي أول مرة مع الكاتب!
الرواية مكتوبة بلغة عربية فصحى سرداً وعامية مصرية حواراً.
الشخصيات في الرواية كثيرة - وقد بدأت بربكة كبيرة حيث تنقل البطل بين أصدقائه وذكر في الصفحات الأولى الكثير الكثير من الأسماء والكثير الكثير من العلاقات بين تلك الشخصيات دون تفصيلات ثم أخذت على الأسلوب ولكنني عجزت عن ربط الشخصيات ببعض ربما حتى منتصف الرواية ولكنني أكملت غير عابيء بالشخصيات وجعلت جل تركيزي على الشخصية الرئيسية دون الالتفات إلى الأسماء !
والدليل إن الكاتب وضع "دليل غابة العلاقات" في آخر الرواية :)
الرواية فلسفية في المقام الأول وقد رصعها الكاتب بأجزاء روائية فقط من أجل أن يفتح الأبواب لمناقشة الأفكار الفلسفية حول معنى الصداقة وحقيقتها!
الفصول قصيرة صفحة أو اثنين مما ساعدني عند قراءتها وهناك فصول كثيرة لا تتحدث عن أحداث الرواية إنما عن نقطة فلسفية ما - تتماشى بالطبع مع الأحداث لكن لا تضيف لها!
ورغم أن الرواية لا تحوي أحداثاً ما وكانت فلسفية إلا أن الأسلوب وطريقة السرد كانا لطيفين ولم أشعر مع الرواية بأي ملل - بل وظللت أقرأها محاولاً الوصول لمعنى الصداقة الحقيقية في نظر الكاتب - والذي لخصه في أن خيار الانسحاب لا يمكن تخيّله مهما كان حجم الخطأ الذي اقترفه أحد الأطراف، فالصداقة في معناها العام هي عدم التخلّي، وتفهّم لحظات ضعف الطرف الآخر وهذا ما يجعلها شبه مستحيلة.
اقتباسات
"القرارات الخاطئة خاطئة فقط حين تكون هناك خيارات أخرى"
"الصداقات كالبيوت، لها مداخلها ونوافذها وشرفها، وبامتداد المجاز؛ لها حوائطها. إن قلت إنك تبني صداقة فأنت تعلم أنك بالضبط تحدها. ولها أيضًا أسسها، ومعمارها الخاص، وتكاد تكون فنًّا، يختلف إتقانه من واحد إلى آخر."
"في كل أنواع التيه، تبقى النصائح واحدة، حاول ألا تصاب بالذعر، تعرف على المكان حولك جيدًا، لا تهدر طاقتك، أو تسرف في استهلاك ما معك من عتاد، والأهم اترك دائمًا علامات خلفك، لتستطيع العودة إلى المكان الذي ابتدأت منه"
"هكذا كان وجودي دائمًا في علاقاتي؛ اجتماعيًّا كفايةً للاندماج في أي مجموعة، وانطوائيًّا كفايةً لكي لا أضع نفسي وحيدًا في أي مجموعة دون صديق واحد حقيقي."
"كل علاقة بشرية هي علاقة ضرورية ومستحيلة، ضرورية لأننا لا نستطيع فهم أنفسنا، أو حتى التأكد من وجودنا، دون أن نعرف الآخرين، ومستحيلة لأننا لن نعرفهم أبدًا. "
"توجد مفارقة بسيطة وقاسية: الألم غير المُحتمَل إلى درجة إجبار من يعانونه على الصراخ طلبًا للنجدة هو نفسه ما يبعد الآخرين عنهم."
"كل الكلام مُعاد، ولو لم يُعَد لنفد"
"وإحنا عيال بنتخيل إن الحياة في الأغلب متشابهة بالنسبة للناس، وإن مشاكلنا وآمالنا واحدة، ما بنعرفش إلا بالتجربة والمرمطة في الدنيا إن الناس فعلًا مختلفة، وبيتعرضوا لتجارب مختلفة الصعوبة"
"كيف يمكننا أن نكون محاطين بأحباء وأصدقاء حقيقيين ونظل -رغم كل ذلك- نعاني أشد درجات الوحدة؟ "
قرأتها على أبجد
#فريديات