الحاج مراد > مراجعات رواية الحاج مراد > مراجعة Rudina K Yasin

الحاج مراد - ليو تولستوي, هفال يوسف
تحميل الكتاب

الحاج مراد

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب الثامن من العام 2025

الحاج مراد

ليو تولستوي

تطبيق ابجد

**خطر له أن يقطف زهرة تلك النبتة ويضعها في وسط الباقة، فاستعصت عليه لأن الزهرة كانت متشبّثة بالأرض، وكانت تخزه بالرغم من لف يده بمنديل؛ أصرّ أن ينتزعها من أليافها واحدةً وحين تمكن من قطفها لم تعد الزهرة بتلك النضارة والجمال اللَذْين كانت عليهما؛ أسف أنه أهلك عبثًا؛ الزهرة التي كانت جميلة في مكانها، قال في نفسه متذكّرًا الجهد الكبير الذي بذله في قطف الزهرة: "يا لقدرتها على الحياة وقوتها! كم حياتها غالية عليها، وكم استماتت في الدفاع عنها.**

أجمل ما كتب ليو الحج مراد واخر اعماله التي تم الانتهاء منها 1904 أي قبل وفاته حيث توفي في 20 نوفمبر 1910 وهي سنة نشر الرواية حيث نشرت بعد موته وقد عرف عن تولستوي تعمقه في القراءات الدينية ودعا إلى السلام وعارض العنف والاستغلال بشتى صورهم، وظهر أثر هذا التعمق في كتاباته، مما ساعد في انتشار كتبه انتشارًا واسعًا على المستوى العالمي.

وتتميز مؤلفات تولستوي بقدرتها على التفاعل مع الأحداث وقابليتها للتجدد وتصحيح مسار المواقف، لأنها عكست الحياة الروسية بشكل عميق وواقعي، بما فيها من أفكار وعادات. وقد شملت مؤلفاته بعض المواضيع التي تجسد الواقع الروسي والواقع الإنساني على مستوى دول العالم.

الحج مراد: أو حجي مراد (23 أبريل 1790 - 5 مايو 1852) كان قائدًا آفاريا مهما أثناء مقاومة شعوب داغستان والشيشان في الفترة 1811-1864 ضد وجود الإمبراطورية الروسية في منطقة القوقاز. كان الحاج مراد قائدا آفاريا عاش في القوقاز. كان أخا غير شقيق لعمر ابن «باخوبيكي» حاكمة خنزاخ.

شامل هو قائد شيشاني لا توجد معلومات كثيرة عنه سوى ما ذكرت في الرواية

الجبليون، المسلمون الروس، وأنا متأكدة أنهم لم يكونوا ليرضوا بأن يطلق عليهم الروس في ذاك الزمن، كما كان الأندلسيون المدجنين والمورسكيين بعد ذلك لا يقبلون أن يكونوا إسبانا!، .والشيشان رفضوا أن يكونوا من الروس.

حكاية الحاج مراد لا تتحدث عن شخص ثائر ضد الروس أو تصف فترة نضاله على نحوٍ تام، هي تصوره بأنه رجل ثائر وشجاع، تولستوي يتحدث عن مرحلة نزاع مع قائد آخر وأسلوب الاستفادة والسياسة أو لنسميها كسب الوقت إن صح التعبير مع الروس يصف تولستوي شخصية الحاج مراد المسلمة، يصفه كيف يصلي ويصف أسلوب حياته، حتى عندما قدم للروس ليكون حليفا لهم ومخلصا كان لا ينسى صلاته وحتى عندما حضر بعض مظاهر الفن والمسرح الروسيين تصرف بحنكة سياسية فظيعة فلم يعلن امتعاضه بشكل صريح ولكنه اكتفى بالقول بأن كل إنسان تعجبه ثقافته وبإن لكل شعب ثقافته.

تحكي الرواية قصة بسالة ونبل وسمو أخلاق الحاج مراد، أحد القادة الكبار في جيش الثوار ونائب الإمام شامل، الذي يختلف مع الإمام الذي أصبح يغار من بطولات وانتصارات وشعبية الحاج مراد، ويعتبره عائقاً أمام تولية ابنه لولاية العهد، فيصدر أمرأً بالقبض على الحاج مراد حياً أو ميتاً، فيضطر هذا الأخير إلى الهروب من قبضة الإمام المستبد، واللجوء إلى أعدائه الروس، ليس من أجل استعادة موقعه القيادي في جيش الثوار، بل لإنقاذ عائلته من قبضة الإمام. لكن الروس لم يثقوا به، فحاول الفرار منهم، وكاد أن يفلت من الحصار المضروب حوله، لولا أن قادة الجيش الروسي أحسوا سريعاً بهروبه، فتمت ملاحقته ومحاصرته، فدافع الحاج مراد دفاع الأبطال عن نفسه إلى الرمق الأخير، لكن القوى لم تكن متكافئة، فخرّ صريعا، وتحول استشهاده إلى أسطورة يتناقلها مواطنوه من جيل إلى جيل..

قبيل هروبه اليائس الأخير، أوغل الحاج مراد في التفكير، وتذكر كيف كانت أمه ترقده لينام بجوارها تحت سترة من الفراء على سطح الدارة، وتذكر سؤاله إياها أن تريه الموضع من جانبها الذي ما تزال ندبة جرحها ظاهر فيه، كما تذكر الأغنية التي ألفتها أمه عقب ولادته مباشرة، وهي الأغنية التي وجهت إلى أبيه: «نفذ نصل الصلب اللامع في صدري ـ لكني ضممت فوقه مباشرة ولدي المشرق، ولدي الغالي، حتى اغتسل جسده في مجرى دمي الحار ـ ثم برىْ الجرح دون الاستعانة بأعشاب أو حشائش أو بذور. وكما أني لا أهاب الموت، كذلك ولدي لن يهابه أبد الدهر».

عندما تنتهي رواية تولستوي بالمعركة البطولية الأخيرة للحاج مراد، ورفاقه المخلصين، الذين لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد الواحدة ضد جيش كامل من الأعداء، لا يسعنا، إلا أن نتذكررواية لمن تقرع الاجراس،التي قرئتها منذ زمن لمن سأعيد قرائتها. ، نتذكر المشهد الذي لا ينسى من «لمن تقرع الأجراس» حيث يخوض «آل سوردو» وحفنة من رفاقه معركتهم الأخيرة ضد الفاشيين الأكثر عددا، والأفضل تسليحاً. هنا همنغواي تلميذ مخلص ومثابر لتولستوي،

ويقلد بشكل رائع الأصل العظيم، ، يعيش الحاج مراد ويموت كبطل ملحمي قديم، يجمع بين جميع مزايا أوديسيوس وأخيل وإينياس، لكنه خال تماماً من مثالبهم.

تولستوي يؤله بطله ولا يتباكى على هزيمته

لا أحد من شخصيات الرواية الرئيسية استحق مثل هذا الوصف الباهر والمفصل مثل الحاج مراد. وليس في الأدب العالمي بأسره بطل يمكن مقارنته بالقائد القوقازي الأفاري، فهو يموت موتا مشرفا وبطوليا. في السياق نفسه، صور تولستوي ببراعة شديدة حال الجيش الروسي في تلك الفترة، فالجنود الصغار يموتون، والضباط لا يهتمون سوى بالقمار وسرقة صناديق الميزانية والتغزل بزوجات بعضهم بعضا، فيما يحكم روسيا رجل جاهل يخطئ في الكتابة والإملاء ويدعى نيقولاي. وهو ما يشبه إلى حد بعيد ما اتفق معظم أدباء روسيا القيصرية في تلك الفترة على تصويره بدقة شديدة، وعلى النقيض من ذلك، يبرز لنا ليف تولستوي طبيعة الشعب الشيشاني، مجسدا في شخصية الحاج مراد، وخصاله السامية، ومعالم وجهه التي جعلت فاتنات الروس يعجبن به، أيما إعجاب، لما أظهره من نبل، وذكاء، وكياسة، وسرعة بديهة.

هي رواية أخرى تنتصر للمظلمومين ، لأولئك الذي أوقعهم سوء الحظ في أطراف الدول الكبرى، ما يحولهم إلى ضحايا للصراعات العسكرية والسياسية، كما يحصل الان نحن نعيش ما نعيشه ربما هذه الرواية تدعونا إلى فهم جذور الصراع الشيشاني الروسي .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق