هل تعرفون الشعور الذي ينتابكم حينما تشرعون في قراءة كتاب ما ويدفعكم للاستمرار في القراءة. على عكس هذا الشعور، كنت أشعر برغبة حقيقية في أن أتوقف عن قراءة هذا الكتاب، لأنني أحسست بأن هناك غصة تخنقني وأنا أقرأه. السبب الآخر هو أنني أعتقد بأن تشيماماندا لم تكتب الكتاب للآخرين بقدر ما كانت تكتبه لنفسها، وتحاول من خلاله -ومن خلال الكتابة- أن تتعامل مع حزنها الشخصي.
ولكنني مع ذلك لم أتوقف عن القراءة وأنهيت الكتاب في جلسة واحدة، ربما لأنني - كالكثير من البشر - نحب تعذيب أنفسنا، وربما لأنني - كالكثير من البشر أيضًا - نحب التلصص على الآخرين ورؤية كيف يتعاملون مع مآسيهم.
هذا الكتاب أكد لي بأن الفقد، وما يولده من حزن، تجربة مفرطة في الأنانية، فنحن عندما نحزن على رحيل شخص ما لا نحزن عليه في الحقيقة بقدر حزننا على أنفسنا .. بعده. نحزن لأن شيئًا كنا نملكه، شيئًا كان لنا، شيئًا كان يعيش في داخلنا .. اختفى فجأة.
أعتقد بأن من فقد شخصًا عزيزًا عليه سيجد نفسه في هذا الكتاب، وقد يعتقد أن تشيماماندا إذ تكتب عن تجربتها مع رحيل والدها، تصف أيضًا تجاربنا مع رحيل أحبتنا وكأنها كانت حاضرة معنا لحظة رحيلهم عنا.