حرق نيكولاي غوغول مخطوطات الجزء الثاني من روايته الأنفس الميتة، وحرق فيودور دوستويفسكي مخطوطات رواية الأبله قبل دخوله روسيا، وحرق بُولغاكوف أجزاء كثيرة من روايته. ليهتف بُولغاكوف على لسان الشيطان: " المخطوطات لا تحترق"
يتساءل النحات بُولغاكوف. ماذا سأقول للبشرية؟
سأجلس وأكتب، وكأني بلسان حال بُولغاكوف يقول: ناولني المعطف يا غوغول أُريد أن أكتب.. "من هنا بدأت القصة، وأرتدى بُولغاكوف معطف غوغول ليُعيد حياكة الفانتازيا مع الواقعية ويستدعى الشيطان وحاشيته ليقف بحاشية الشيطان أمام مطعم الأدباء ويهتف:
"دوستويفسكي خالد لا يموت."
يسجل بُولغاكوف دخول الأجنبي بعد شراب المشمش بين الشاعر والكاتب ليكتشف القارئ مع تتابع الأحداث أنه الشيطان. تنبؤ بموت ثم رأس يُقطع وأُناسٌ يجلسون تحت شجرة الزيزفون وآخرون في شارع بيلنسكي، وقط يخرج (حصان الشطرنج) من تحت السرير ومارغريتا تنشد الشيطان ليحضر لها المعلم. وتعترف بأنها لو ضحت بحياتها ستكون من أجل الحب وترى فولند امام تلك المتغيرات يصدح قائلاً للمعلم :" إن الواقع ياعزيزي الكاتب هو ارسخ برهان على هذا العالم ".
رواية عميقة واعجبني توظيف بولغاكوف للسحر والشيطان في الرواية وأيضا تنوع الشخصيات الواقعيه أو التاريخية فمن شخصية الوالي بيلاطس والمرتل والاسخروطي إلى شخصية القط بيغموت وصديقه عزرائيل، تجعل امامك مساحه خياليه في منتهى العمق والإبداع . هذا غير إدخال أحداث تاريخيّة تحمل رمزيات دينية عميقه.
ماذا حدث في موسكو بعد ماغادرها الشيطان وحاشيته؟
الناس تتناقل الشائعات والمثقفين يضحكون استهزاءً على مروّجيها. يختم بُولغاكوف هذه التُحفة قائلًا:"ليس بالإمكان نكران ماكان… والواقع هو الواقع… وتجاهله من دون شرح أو حجة مقنعة مسألة غير ممكنة.. ثمة حدث ما في العاصمة، وثمة شيطان زار موسكو.
دائمًا وابداً، فتّش دومًا عن الروس.