الأستاذ بشير الكحلي > مراجعات رواية الأستاذ بشير الكحلي > مراجعة في العتيبي

الأستاذ بشير الكحلي - مينا عادل جيّد
تحميل الكتاب

الأستاذ بشير الكحلي

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

رأيي في رواية “الأستاذ بشير الكحلي” رغم أن الرواية عربية، إلا أن بعض مشاهدها بدت وكأنها تحمل طابعًا أجنبيًا، خاصة في تناولها لبعض التفاصيل التي تتعارض مع العادات والتقاليد العربية والقيم الإسلامية. ربما كان ذلك جزءًا من أسلوب الكاتب في تقديم السرد بحرية، لكنه أحيانًا جعل الرواية تبدو بعيدة عن روح المجتمع الذي تنتمي إليه.

أما على مستوى البناء النفسي، فقد نجح الكاتب في رسم شخصية بشير الكحلي بدقة، حيث جسّد عقدة جنون العظمة بكل تفاصيلها، خاصة في محاولته تشويه الحقائق وإعادة تشكيل المفاهيم مثل اليوتوبيا، بحيث تصبح مجرد أدوات لخدمة قناعاته الشخصية، حتى وإن بدت متناقضة. من أبرز هذه التناقضات أنه كان يرى العلاقات مع النساء غير مجدية، ومع ذلك لم يستطع كبح غرائزه التي غلبت على فكره المثقف الباحث عن التغيير .

لكن أكثر ما أثار تأملي هو أن أفكاره انتقلت إلى طفل صغير، يوسف، دون أن يكون لديه وعي نقدي كافٍ لتمييز صحتها من خطئها . والأدهى من ذلك أنه كان يُعلّمه من كتب بلا أسماء أو هوية ، وكأن مصدر الفكرة غير مهم بقدر الفكرة نفسها. هذا جعلني أُدرك مدى أهمية معرفة الكاتب أو المفكر الذي نقرأ له، والتساؤل حول خلفيته الفكرية ومدى صحة أو تشوه أفكاره ، لأن المعرفة ليست مجرد كلمات مكتوبة، بل منظومة فكرية لها أصولها وتأثيرها.

في النهاية، أكّدت لي الرواية قيمة حرية الفكر والقراءة الواعية ، وأعادتني إلى أول كلمة نزلت في القرآن: “ اقرأ” ، التي لم تكن مجرد دعوة للقراءة، بل دعوة للتفكير والبحث عن الحقيقة. في عصرنا اليوم، حيث أصبحت المعرفة متاحة للجميع، بات من الضروري امتلاك الوعي الكافي لتمييز الصواب من الزيف، وانتقاء مصادر التعلم بعناية.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق