الكتاب أقرب ما يكون إلى ورقة بحثيه عن أحوال مصر، اتبع فيها المؤلف المنهج العلمي الأكاديمي بصفته أستاذ العلوم السياسيه و الإقتصاد في الولايات المتحده.
بدأ بالمنهجية التي اتبعها في دراسته و الضوابط التي وضعها لهذا المؤَلف ، ثم انتقل إلي التحليل و التفنيد منتهيا إلي التوصيات و المخرج من التيه.
جاءت رحله الكتاب عبر أربعة أقسام أو فصول:
الفصل الأول هو تحليل أوضاع مصر السابقه بالمقارنه بين ثلاث حقبات إعتبرها المؤلف المعبره عن التحولات المصريه الرئيسيه و هي علي الترتيب:حقبة محمد علي ثم حقبة الحركه الليبرالية و أخيرا حقبة جمال عبدالناصر.
الفصل الثاني تعرض الكتاب لما أسماه منابع تهالك الدوله و استبدادها و التي استعرضها الكاتب من خلال أربعة محاور أو محددات أساسية و هي:
نظام تشغيل الدوله و أبرز سماته " المحاسيب"
ابتلاع الدوله للسوق و التحكم الكامل بالاقتصاد
إخضاع قوي المجتمع و تدجينها
تجذر الإستبداد
ثم جاء الفصل الثالث ملخصا الحاله المصريه حيث " لا الاستبداد نافع و لا الثوره نافعه " فكان تحليل الأحداث المعاصرة بفترة حسني مبارك و ما تلاها من ثورة يناير و محاولة التغيير ثم أختتم المؤلف هذا الفصل باستعراض تجربة كوريا الجنوبيه و التي تعرضت لظروف تشابه الحاله المصريه منذ تحرر الدولتين من الإستعمار في خمسينات القرن الماضي، و كيف صعدت كوريا لتصبح من القوي الاقتصاديه الاسيويه ثم تمكن الديمقراطية كنظام حكم تطورت و أستقرت عقب الحكم الإستبدادي العسكري.
جاء الفصل الأخير بمقترح يناقش "طريق النهضه و الحكم الرشيد" كما أسماه المؤلف، حيث ركز علي ثلاث محددات للإصلاح و هي كالتالي:
تغيير نظام عمل مؤسسات الدوله إلي نظام رشيد بديلا عن نظام المحاسيب.
تمكين قوي السوق الإقتصاديه من العمل و التفاعل بحريه
لإنتاج نظام إقتصادي متوازن قادر علي النمو.
تمكين قوي و فئات المجتمع المختلفه من بناء كيانات خارج السلطه الحاكمه تُنتج آليات التفاعل مع مشكلات المجتمع و تحتوي الصراعات المختلفه بينها.
و لكن السؤال الأخير و الأهم هو كيف تبدأ مصر هذا الطريق؟؟ جاءت إجابة الكاتب و يمكن إختصارها في كلمة واحده هي " الشراكه" بين القوي الفاعله و المهيمنه بالمجتمع سواء حكام أو محكومين.
و لماذا تبدأ هذه الشراكه و كيف السبيل الي ذلك في ظل وجود سلطه حاكمه مسيطره!؟ رأي المؤلف أنها ستبدأ إضطرارا و إجبارا علي جميع الأطراف نتيجة الضغوط المتفاوته و تغير الملابسات و الظروف.
إما نتيجة ضغوط داخليه سواء كانت إقتصادية أو إجتماعيه، أو فشلا يجب الخروج منه مع رغبة في النجاة من جميع الأطراف الفاعله. أو ضغوط خارجيه نتيجة إنتفاء الحاجه لهذه السلطه و فشلها في إدارة مصالح الأطراف الدوليه المعنيه.
من يبحث عن الحلول التفصيلية لن يجدها، فالكتاب هو رؤيه فكريه تناقش حتمية التغيير و سلوك طريق النهضه عبر محاوره الرئيسيه. خاتمة الكتاب هي خلاصة هذه الورقه البحثيه الدسمه و التي قدم فيها الكاتب خلاصة فكره مصحوبا بخبرات و تجارب التحول من نموذج الدولة الفاشله الي الدوله الناجحه في العالم الحديث.