مازال نجيب محفوظ قادر على إنه يثير دهشتي ويحسسني بالإنبهار من أحداث هي في حقيقة الأمر لا تسترعي من اهتمامي إلا أقل القليل، يمكن لأني معاصرتهاش وحتى الفترة ما بيني وبينها كبيرة سواء كميلاد او بداية انه يكون فيه وعي وادراك بالأحداث، ويمكن لأن التاريخ بيعيد نفسه - اعتقد في بلدنا بس - فاحنا تقريبًا عايشين في نفس الأحداث!
المهم.. في رواية المرايا بيحكي نجيب حكايات أكثر من خمسين شخصية هما مش من خياله أكيد، ولكن من واقعه الشخصي واللي عاشه في فترة مليئة بالقلق والإضطراب في مختلف الجهات او النواحي سواء كانت فكرية، او عقائدية، او نفسية، او اكيد سياسية.
ارتكز نجيب في خطه الزمني لسرد حكاياته على أحداث فارقة ومؤثرة ومثيرة في الخط الزمني لمصر من اول ثورة ١٩ ولحد النكسة في ٦٧، واللي بنشوف التأثير ده من خلال شخصيات القصة اللي بالتبعية المقصود بيها مختلف الطبقات من الشعب المصري.
يمكن أكثر حاجة ساعدت عمنا نجيب في كتابة الرواية هي عمله في الوظيفة الحكومية، اللي كانت حقيقي بمثابة أرض في غاية الخصوبة لكثير من الحكايات، وكذلك منطقته وحارته الشعبية اللي قضى طفولته وكبر فيها.
اعتمد محفوظ في الرواية كمان أسلوب مختلف في الكتابة ليس بصفة عامة فقط ولكن عن كتابته هو شخصيًا بصفة خاصة، بعد البحث عن آراء حول الرواية اكتشفت انها اتوصفت بأدب النميمة.
والوصف فعلا غريب ومثير، لكنه واقعي جدا بالنسبة لطريقة سرد الأحداث لأننا بنشوف ان كل الحكايات تقريبا في سردها كانت على لسان اشخاص حوالين الشخصية الأساسية وبأسلوب السمع او فلان حكالي او فلان قالي كذا وكذا.
يمكن من أكثر الاشياء اللي في اعتقادي كانت هتكون سبب هجوم شديد وحاد على الرواية لو تم كتابتها في وقتنا الحالي حتى من نجيب محفوظ لو كان لسه عايش هو العنصر الأنثوي من شخصيات العمل.
وهكتفي بالتعليق على الجزئية دي بمنشور سابق كتبته عندي هنا على الصفحة هو: " وحرف الهاء في اسم نجيب محفوظ يرمز إلى احترام واحتشام واخلاق النساء في روايته المرايا."
في النهاية حابب اقول اني في غاية السعادة بسبب الرواية دي واللي شايفها اندريتيد جدا بالنسبة لباقي أعمال العم نجيب في وسط القراء.