هل تكفي الصفحات الأخيرة لتقيم عمل أدبي؟ هل أصابك الملل عند قراءة أحد الأعمال وفكرت كثيرا في ترك العمل جانبا ثم وجدت نفسك متلبسا بالتصفيق للكاتب وللعمل وللمترجم في الصفحات الأخيرة؟
هذا ما حدث معي أثناء قراءاتي لهذا العمل ( الهدنة) ... يوميات رجل يقارب على الخمسين من عمرة ،يوميات عن حياتة الأسرية وعن عملة وعن الأفكار الدائرة في عقلة. يوميات عن الوحدة والقلق الملازمين له رغم زخم الحياة حوله . يوميات عن أفكارة عن التقاعد الذي اقترب موعدة ... يوميات تصيبك بالضجر أحيانا لتكرار الأحداث ولكنك تجزم في النهاية انك تعلقت بالأحداث رغما عنك وانك تبكي رغما عنك ولا يعني ذلك إلا أنني كنت بداخل الأحداث رغما عني ولذلك تعلقت وتأثرت.
❞ لعلّ أفضل ما يمكنني عمله، عندما أُحال إلى التقاعد، هو أن أتخلّى عن كل شيء، وأفرغ لحياة البطالة، لنوع من السبات التعويضي، حتى تسترخي أعصابي وعضلاتي وهمّتي بعض الاسترخاء، وتعتاد على الموت اللائق ولكن، لا هناك لحظات يتملّكني فيها أملٌ مترف بأنّ البطالة هي أمرٌ متكامل وغنيّ، وأنها الفرصة الأخيرة كي أجد نفسي. وهذا شيءٌ جدير بأن أدوِّنه. ❝
❞ أعرف أن المرء حين ينظر إلى الأمور من بعيد، ولا يكون غارقاً فيها، يصبح من اليسير عليه أن يقول ما هو الخطأ وما هو الصواب أما عندما يكون المرء غارقاً حتى أذنيه في المشكلة (وقد حدث لي ذلك مرات كثيرة)، فإن الأمر يختلف، والتوتّر يختلف، وتبرز قناعات عميقة، وتضحيات لا مفرَّ منها، وتنازلات قد تبدو غير مفهومة بالنسبة لمن يراقب الموقف وحسب. ❝