لا أعرف كيف أكتب كثيرا عن هذا العمل، غير أني أحس أن البطل فيه ليس جواد صادق الذي شكلت قصته الجزء الأكبر من العمل، ولا ابن عمه عبدالزهراء ولا آل كاظم جميعا، البكاء هو البطل الذي يجب أن تقف احتراما له فهو المخلص من الوجع والرفيق بما مزقته الظروف، كلهم يبكون هنا فلا فرق بين رجل وامرأة في البكاء عكس الصورة النمطية
الكل يبكي هنا، الكل اجتمع على حب الحسين، المتدين وغير المتدين، الشيوعي، الإسلامي الثوري، العربي القومي، حتى الفتوة الذين يغدون مفتولي العضلات ويرسمون على أجسادهم الوشوم يصبحون كما ولدتهم أمهاتهم عراة من كل شيء سوى المشاعر الصادقة للحسين
١٢ فصلا كانت كالرمل وهو ينساب من بين أصابعي
الغريب أن إحدى الشخصيات شهدت كل مباريات كأس الخليج، كانت تنتظر فوز البحرين فكان له ذلك في نهاية الرواية لكني سألت نفسي ماذا لو شهدت الشخصيات فوز البحرين بالكأس هذا العام؟
أيها القارئ، إذا أردت أن تقرأ هذا العمل فعليك أن تصادق البكاء وتجعله مؤنسك قبل الجميع، قبل أن تلجأ إلى محيطك الاجتماعي عندها ستشعر أنك تتماهى مع نفسك، تتفاعل مع الشخصيات بغض الطرف عن حكمك عليها
أثّر في داخلي هذا العمل كثيرا من حيث استشعار قيمة البكاء بصفته أعلى من كونه شيئا طبيعيا، ومن حيث قدرته على احتواء الإنسان لنفسه ولقضاياه الكبرى وبصفته قادر على إحداث التغيير