#منشورات_حياة_على_أبجد
ما الذي نتوقعه من كتاب عمره أكثر من ١١٧ عاما ؟؟.. أي معلومات ننتظر أن يضيفها لنا في القرن الواحد و العشرين ؟؟ ..
هذان السؤالان يبرزان بمجرد أن تعرف تاريخ تأليف الكتاب هو العام ١٩٠٧ م
لكن المفاجأة كلها في أنك ستتعلم الكثير يا عزيزي القارئ
..
المؤلف يكتب بحب و عشق حقيقيين للزهور و النباتات والحشرات أيضا .. و يشترك المترجم بأسلوب سلس رشيق فيضيف للنص متعة أخرى ..
يذكرك الكتاب على الفور بكتابات محمد المخزنجي عن سلوك الحيوانات .. بل و كأنك تسمع و ترى "ديفيد أتنبره" في وثائقي على الــ "BBC"
حتى و إن جنح هذا الأسلوب الشعري إلى مبالغات أدبية فيقول مثلا :
❞ فالزهرة القادرة على حساب الثواني وقياس الزوايا كما رأينا، هي عالمة كيمياء بارعة وقادرة على تصنيع نوعين مختلفين من المواد اللاصقة: ❝
..المؤلف من داعمي نظرية التطور و يحاول إثبات صحتها حتى وإن بدا أنه يهون من شأن معارضتها و معارضيها ..
..
في نهاية الجزء الأول يحاول الكاتب إيجاد مفهوم شامل للكائنات و للحياة و الطبيعة .. حيث يرى أن الروح المحركة للكون و التي انبثق منها كل شيء هي أيضا ربما تخطيء و تتخبط مثلنا .. و أن الذكاء سائل كوني ينفذ إلى الكائنات بدرجة متفاوتة حسب قدرة استيعاب كل كائن و أنه علينا التحلي بالتواضع و أن نتعلم من ذكاء الزهور و الحشرات ..
وجهة نظر تصطدم مع الرؤية الدينية التقليدية ..
..
الجزء الثاني الأصغر عن عبير الزهور يكاد يكون عشقا و غزلا في محبة الزهور .. يفيض بأسلوب تصويري بديع عن عملية سحب الروائح العطرية منها .. و يتعاطف معها كأنه صديق حقيقي لها ..
أختلف "علميا" مع دعم المؤلف للتطور وأختلف "دينيا" مع رؤيته عن الروح المحركة للكون .. لكنه كتابه هو و رؤيته هو ..
و كنت أرجو أن يدعم الكتاب بالصور حتى تكتمل هذه البهجة ..