قصاصات فاطمة القنديل أشبه بصفحات ممزقة غير مرتبة من دفاتر الذكريات كُتبت خلال سنوات عديدة. لا أنكر ان فاطمة قادرة على الانتقال من قصاصة إلى أخرى بطريقة سلسلة جدًا و لكن لا أعلم لم تم اختبار هذا الكتاب كعمل روائي تستحق عليه جائزة الكاتب نجيب محفوظ. لا أريد أن أنتقص من قدر الكاتبة و لكن هل من المعقول ان كتّاب مصر عجزوا عن انجاز كتاب روائي واحد في سنة إصدار هذا الكتاب؟
قلم فاطمة قنديل جريء فهي ارادت مشاركة تفاصيل نشأتها بلا تجزأ ، أظهرت فيها الوجه القبيح لعائلة أنانية ، غير مترابطة ، لا تعرف الدين ، و لكنها عائلة مجهدة عاطفية اعتمد أفرادها على استغلال الغير و منهم كاتبتنا. عائلة الخالة هي العائلة الوحيدة و التي أثبتت انها عائلة مصرية أصيلة و مع موت الوالدة ، قررت الكاتبة ان تتخلى عنهم في حين انهم لم يتخلوا عنها و عن والدتها وقت العوز.
أخاها الأكبر ، مدلل العائلة الخايب ، لم يحتويه إلا عائلة الهالك و التي أودعته دار المسنين مع تخلي الأخ و الأخت و الذي آثروا الفرار بكل حقارة و لا أدني مسؤولية ..
أؤمن جدًا بأن الأبناء هم الحصاد الذي زرعه الآباء و لهذا ففاطمة قنديل هي ثمرة شخصين غير مسؤولين و غير جاهزين للإنجاب و تكوين عائلة.
مشاعر كثيرة تُحاصرني ، بعيدة كل البعد عن الآسى تجاه فاطمة قنديل فهي متلبدة الأحاسيس و أنانية مثل أخوتها.