قطار العودة > مراجعات رواية قطار العودة > مراجعة Ahmed Ezz

قطار العودة - أمنية شفيق
تحميل الكتاب

قطار العودة

تأليف (تأليف) 4.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الجرح الأعظم بحياة الإنسان لا يموت مع مرور الأيام، ولا يندمل، وخاصة وإن انقلبت حياتك رأسا على عقب في غضون لحظات من عمر الزمان. فتجد أنك مجبرا على التغيير، وعلى ترك كل ما امتلك قلبك وجوارحك خلفك لتبدأ من جديد.

وتستمر الحياة ولا تتوقف عند ذلك الجرح، ولكن... يبقى هو المالك لفكرك ومشاعرك تتعلق بالعودة وتحلم بالوطن أينما كنت وحيثما استقرت بك الأحوال.

حلم العودة وجرح البعد لا يموتان بمرور الأيام، ومايبقي الحلم متقدا بعقلك وقلبك هو الأمل بلا شك، فمهما بلغ بك اليأس جاءتك رسالة بعد أخرى تعدك للقادم وتهيئك لنيل حلمك الذي عشت العمر كله تسعى إليه.

في طريق عودتها لمدينتها الأم، تعاود مني تصفح مذكراتها، لتكتب الصفحة الأخيرة من رحلة الغربة داخل الوطن، بكل ماصحبها من آهات وضحكات،

تتذكر الصديقات التي اجتملت بهن أيام الغربة، تعكس من خلال كل منهن عقلية ومشاعر فتيات هذا الجيل، جيل الهزيمة، والاستنزاف ثم النصر.

الجيل الذي شهد الألم عيانا دون حكي، فتولت تربيته الآلام لتشكل وعيه وتفكيره، الجيل الذي علم مبكرا معنى الترك، والتضحية من أجل ماهو أسمى وأجمل، وهو استرداد الوطن، وطنه الصغير حيث نشأ ووطنه الكبير الذي استرد كرامته وعزته عقب حرب أكتوبر المجيدة.

في عملها الروائي قطار العودة، خطت الكاتبة أمنية شفيق بقلمها ورسمت حياة كل من أبطال بشكل بدا لي عادلا إلى أقصى درجة، فقد نالت كل شخصية حقها في التقديم والوصف والتناول، كما أبدعت في سرد الأحداث واستعادة ذكريات تلك الحقبة بوصفها الدقيق لبعض المشاهد التي لابد وان تترك أثرا بالغا في قلب كل من قرأها، وصحبت تلك الصفحات الرقيقة مقتطفات من أغان وأشعار صحبت تلك الحقبة لتدق على آخر أوتار الذكرى بلا هوادة، فتلمس قلبك وتعيد إليك مشاعر الفخر والفرح بالنصر واسترداد الأرض.

ولا أعلم يا أمنية إن كنت محقة في شعوري أم لا، لكن سردك لقصة مني وأسرتها ورحلة الغربة بأدق تفاصيلها حتى تحقق النصر والعودة، أعاد إلى الأمل وإن كان بعيدا أن النصر آت وأن الأرض ستعود لأصحابها مهما طال الزمان.

استطعت برشاقة قلمك أن تقدمي نموذجا بدا حيا وحقيقيا إلى أبعد درجة مستعينة بلغة عربية سلسة ورقيقة واستعراض لموهبتك ككاتبة لا تغفله عين القارئ.

وأكثر ما أحببت كان حديث الصديقات، بين مرح وألم واستمرار

حقيقي يا أمنية قلمك في هذا العمل بالنسبالي اكتشاف، استمتعت وفرحت وبكيت أثناء قرائته، وهذا مقياس لتقييم الأعمال الإبداعية الخاص بي وإن لم يكن مقياسا عمليا أو علميا

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق