قاتلة مأجورة مسنة شرسة الطباع، لكن يتغلب عليها المرض بعض سويعات!
ماتيلدا، عجوز ستينية تعمل كقاتلة مأجورة، خصيصًا بعد وفاة زوجها د.بيرين، تتصف بالقسوة في تنفيذ جرائمها، تتلقى أوامر العمليات عبر كبائن الهاتف في بلدتها، وبعد أن تعي تماما ما بالورقة من تعليمات وبيانات تحفظها عن ظهر قلب، تتخلص من الورقة تماما حسب ما هو معمول به في مجالهم.
إلا أن ماتيلدا كامرأة مسنة تظهر لحظات ضعفها من خلال مشاعرها الدفينة للريس هنري، وفي سطوة الزهايمر عليها ليفقدها تركيزها وذاكرتها بشكل مؤقت.
تتساقط الجثث عبر الصفحات كتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف.
مظهرها الطيب كمظهر الجدات يخفي وراءها بشاعة لا حدود لها.
على الجانب الآخر نجد السيد ديلا هوسري يعافر مع ذاكرته الضعيفة هو الآخر كمريض زهايمر مستجد، تخبو ذاكرته حينًا وتتألق حينًا ليأخذ بثأر ڤاسيليف ربيبه الذي تكفل بتعليمه ورعايته حتى أصبح شرطي مرموق.
الرواية كعادة روايات دار العربي، ممتعة، شيقة، بترجمة ممتازة.
قدر ما تألمت من كمية الدماء النازفة من الضحايا التي تهتكت أجسادهم من طلقات الأسلحة الثقيلة إلا أن بعض الألم تملكني أمام مشاعر ماتيلدا لهنري، ربما ينسى الشخص في مرضه وأكثر لحظات ضعفه المحيطون، الأحداث الأكثر حداثة، لكن لا محالة في نسيان من تحبه النفس وترغب فيه بشدة!