اسم الكتاب : منروفيا
اسم الكتاب : احمد فريد المرسي
عدد الصفحات : 353
النوع : سياسي ـ واقعي ـ اجتماعي
منروفيا عند قراءتي لهذا الاسم اول مرة لم أكن أعرف معناه لا عندما قرأت الرواية وعرفت أن منروفيا هي عاصمة ليبيريا التي تقع في جنوب إفريقيا ، في الحقيقة معلوماتي عن الدول الأخرى تكاد تكون منعدمة ، لذلك سعدت كثيراً بالتعرف على منروفيا خاصة أننا في نفس القارة و البعد الافريقي
تبدأ الرواية مع البطل شاب سكندري سافر الي ليبيريا خاصة منروفيا من أجل توفير طلبات زواجه من خطيبته منى مثله مثل أي شاب في مصر يجد أن اسهل و اسرع حل من أجل تكوين مستقبله هو السفر و ترك الوطن ومن منا يلومه ، ولكن ما مفهوم الوطن بالنسبة لبطلنا ، هل هو الأمن ، الاستقرار ، الراحه، أم ماذا؟
لعل ما جذبني لهذا العمل كثيراً هو بدايته
بدأ البطل الرحلة الأولى بالتفكير في منى ويستعيد ذكرياتهم معا و ذكريات اول لقاء بينهم و كيف شعر أنه يحبها وتقدم لخطبتها
ولكن مهلا لحظة لم يكن يشعر بالشوق و السعادة إنما كان يشعر بالاسى والذنب و تأنيب الضمير .
تساءل إن كان يحبها حقاً !
لو أنه الحب ، فكيف يخون كيف لم يصمد ، هل حبهم ضعيف ، ام كان هو بحد ذاته ضعيف ،
ضعيف أمام من كانت ملجأه من وحدة الايام
رحمة لها نصيب من اسمها ، فكانت رحيمه به و بقلبه التي قامت بمحو ضغوطه و قلقه و وحدته
تلك البدائية التلقائية ، الباسمة ، المتفائلة
تل الفتاة المختلفه التي تحتل كيانه ، فقط تجتاحه بنزق ، حاول تجاهلها و تحاشاها ولكنه فشل في ذلك ، فشل أمام إصرارها و إلحاحها الجامح ، لم يصمد أمام إقبال أنوثتها المتاججه على كيانه المكبوت .
لقد وجد في رحمة وطنا ، نعم من الممكن أن يكون الوطن امرأة بالطبع فهي أن كانت تستطيع احتضانك و تجعلك تشعر بالأمان و الراحه والانتماء لها فهي بالطبع وطن
مر البطل بثلاثة مراحل ، بالنسبة لي كانت المرحلة الأولى تتمثل في التعرف على منروفيا وعلى ثقافتها ، معالمها ، شعبها ، صناعاتها ، أصناف الطعام بها و انطباعات هذا المجتمع الجديد ، الرحلة الثانية شعرت أن البطل يعاني من أزمة هويه و صراع نفسي ، لكنه بعد ذلك تأقلم كثيرا مع هذا المجتمع الجديد ، أما المرحلة الثالثة هي التي قامت بها الحرب الأهلية التي حدثت في ليبيريا ، في الحقيقة في البداية لم افهم افعال البطل و لكن مع الوقت وعندما اكتشفت نشأته الصعبة وأنه غير سوي نفسياً لكني بالفعل لم أجد مبررات لأفعاله بعد خيانته لمنى و رحمه كلاهما لم اتقبل ذلك
في هذه الرواية الرائعة تجد أنها رحلة بحث عن الذات المفقود ، تلقي الضوء أيضاً على الهرب الأهلية وكيف كان شعبها يتعامل معها في ظل هذه الظروف الصعبة والتعايش و التأقلم مع الموت ، شعب يقوم باستغلال كل لحظة لا يفكر في الغد ، يكفي أن تعيش اليوم
حقاً كانت النهاية مفاجأة لي
جاء الغلاف رائع جدا و واقعي خاصة فكره السلاح و الدماء و غيرهم شعرت فعلا بمدى معاناه الأشخاص المعرضون للحروب
تحليل الشخصيات :
شخصية البطل : نجد البطل هنا يعاني من تفكك أسري نشأ في بيئة غير متوازنة حيث نشأ مع اب و ام غير سوين نتج عن ذلك شخص قلوق ، خائف دائما من المجهول جعله ذلك يحب العزلة و التواري عن الأنظار
رحمة : تلك الفتاة الطموحه ، قوية ، متفائلة ، مندفعه ، جريئة ، تسعى الي ما تريده و تحصل عليه ، لكني شعرت أن داخلها ضعيف هش تنتظر الي من يحبها بصدق و تتمنى انتهاء الحرب
ام البطل : كانت تعاني من أزمة هويه هي أيضاً تلك الأم التي ولدت في الولايات المتحدة من اب مصري و ام ميكسيكية وعانت أيضا من اضطراب
اب البطل : كان اب البطل يعاني من ازدواجية حيث كان يظهر التقوى نتيجه الصبغة الدينية التي نشأ فيها مع أبيه لكنه كان يجد نفسه في الشعر والغناء والسهر
التاجر اللبناني ابو عبدالله سمير البرجي : ذلك التاجر الصامد القوي الذي اتخذ ليبيريا وطنا حقيقيا له ، دائماً ما يشعر بالتفاؤل و يتمنى الحرية والحياة المثالية
الحبكة :
تبدأ الأحداث بطريقة عادية يعتقد من يقرأ الرواية أنها رواية عاديه لشاب قام بخيانة حبيبته في الغربه ، ولكن تبدأ الأحداث في الاشتعال و تزدهر لاحقاً و تطورت كثيرا ، حبكة مليئة بالإثارة و التشويق و اظن انك تستطيع إنهائها في جلسة واحده
الاسلوب الأدبي :
اتخذ الكاتب اسلوب سردي وكتابة ذاتيه رائعة ، كما ذكر العديد من الجوانب السيكولوجية العميقة التي احببتها كثيرا ، استماع أن يضيف جانب غموض أحيانا ، جانب حزن ، جعلني أشعر بجميع مشاعر الشخصيات كأنما اكون هي
بها جانب تحليل اجتماعي و تنوع في شخصيات الرواية و جنسياتهم ، لم يكونوا فقط ليبيريين إنما اوروبيين و عرب أيضا ذوو ثقافات مختلفه
اقتباسات
" الإنسان اقسى من وحوش الاحراش واكبر نهما من ضواريها "
" فاللموت حرمة و رهبة لا تعرفها الحروب "
" الحياة طالت أو قصرت لحظات تنتزع انتزاعا من قبضة الموت الرابض فوق اعمارنا "
" ولد الإنسان للموت ، العيش للفناء و الارض الي زوال ، الموت هو الحقيقه الوحيده الساطعة منذ الأزل "
فنجان قهوة وكتاب
Sherehan Mohmed
#منروفيا
#احمد_فريد_المرسي