#قراءات_٢٠٢٤
عن الوجه الآخر ، طرف المعادلة المسيطر في مقابل طرف المعادلة الخاضع عن .. أور شابيرا بطل الظل في الجزء السابق من الرواية ، ذلك القناع الذي أرتداه نور الشهدي ليحقق مبتغاه و يكتب الكتاب الذي طالما حلم به .. أور ذلك المتواري الباحث عن طوق نجاته ، عن نقطة تعيين تروماته اللعينة ، عن حب أب افتقده ، عن حب حبيبة هجرته ، أور ذلك الهارب من ازدواجيته ، من خيباته ، من صدماته .. مختبئًا بحضن وطن يراه عظيم ، وطن اغتصب الحقوق ، قلب الحقائق ، و زيف التاريخ .
كانت الرحلة هنا بتركيزها الكامل مع أور فماذا عنه ؟ .. هل كان بطلًا أم ضحية من ضحايا ديموقراطية بلده ؟ هل كان مدافعًا عن الحق أم مُضللً بألم محرقة عاشها أجداده ؟ هل انتصرت إنسانيته أم ظل تائهًا يبحث عن سبب انتكاسته مغشيًا على عينيه بحقائق مزيفة ؟
توجست مع بداية القراءة من أن ينال أور مني تعاطفًا ، و لكن و برغم خيباته و جراحه و براعة الكاتب في وصف حالته و مشاعره إلا أنه حافظ على عرض شخصيته و أفكاره بشكل متوازن و موضوعي ، يبرز فكر العدو و طريقته في غرس الفكر المضلل و تزييف التاريخ لكسب التعاطف دومًا حتى و إن ارتكب ما ذاق من مراره .. فهنا هو المدافع عن حقه و هناك كان المستضعف المنبوذ .
الفكرة و لغة الكاتب و طريقة التناول مميزة و جذابة كالجزء الأول ، لكن يعيب الرواية قلة الأحداث بل و انعدامها في الجزء الأكبر من العمل و الاعتماد بشكل كلي على حكي البطل عن نفسه ، كذلك كانت الشخصيات محدودة جدًا .
مع قرب انتهاء الرواية يظهر نور الشهدي من جديد و لكن من زاوية أور البطل هنا ، و الذي قادته الصدفة لمعرفة ما كان ، فبدأ بملاحقة نور ليواجهه .. لتنتهي الرواية و نحن على بُعد خطوات من تلك المواجهة ، لننتظر بكثير من الشغف جزءًا جديدًا من تلك الملحمة ...
عمل أدبي بفكر مختلف جمع ما بين عمق الفكرة و جمال الكتابة في انتظار اكتمالها .
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#سادن_المحرقة_قناع_بلون_السماء_٢
#قراءات_٢٠٢٤