مراجعة كتاب

السعادة الواقعية

تأليف ورسوم د. شريف عرفة Sherif Arafa

صادر عن دار نشر: الدار المصرية اللبنانية

النوع: اجتماعي/نفسي

سنة الإصدار: 2023

عدد الصفحات: 503 صفحة (أبجد).

عنوان جانبي: إضاءة الجانب المظلم من الحياة.

اللغة: العربية الفصحى.

عن الكاتب: كاتب مصري وفنان كاريكاتير محترف وباحث في علم النفس الإيجابي، صدر له العديد من الكتب منها (كيف تصبح إنسانًا؟ - تخلص من عقلك – إنسان بعد التحديث: دليلك العلمي للسعادة والنجاح).

"بين الحين والآخر من الجيد أن نتوقف قليلًا في سعينا وراء السعادة وأن نكون سعداء"

يرى الكاتب أن الناس لا يعرفون ما يسعدهم حقًا! فهم مدفوعين غريزيًا للقيام بحماقات تشبع رغباتهم قصيرة الأمد، دون أن يلاحظوا عواقبها الوخيمة التي ستحدث لاحقًا، كالحشرات التي تنجذب للضوء دون أن تدري أنه صاعق بعوض!

الكاتب يتحدث عن دوامة الحياة التي لا تنتهي، ويري أن البارع حقًا ليس من يناضل للنجاة من العاصفة، بل من يستغلها لقضاء وقت ممتع في التزلج على الأمواج!

من خلال خبرات الحياة وتجارب أفراد ودراسات بحثية واختبارات للقارئ، يطل علينا الكاتب بنصائح بعدم التعلق، وبعض المهارات الذهنية، كلماته ليست أوامر عليك طاعتها بل عليك أن تتفاعل مع ما يتناسب منها مع سياق حياتك.

وقبل كل ذلك بدأ بعرض الهدف من كتابه وطريقة القراءة كما رسم خريطة لقراءة الكتاب، وتمييز الفصول الأكثر تشويقًا للبدء بها، ناصحًا بالنهاية بحل التدريبات الواردة بالكتاب.

فهو يحكى عن كيفية النجاة من السعادة السامة والأزمات والمشاكل؟ والأشياء التي لا يتحدث عنها أحد رغم أنها تحدث لكل شخص! في عالم زادت فيه الخيارات والتطلعات.

من عنوان الكتاب يثير القارئ تساؤلات حول أشكال السعادة، والتي وضحها الكاتب بأن منها سعادة المكافأة وسعادة السكينة وسعادة العلاقات وسعادة المعنى، كما تحدث الكاتب أيضًا عن تطور بعض العلاقات من انجذاب وحب وزواج حتى الطلاق. والضغوط النفسية في تلك المراحل، كما يتطرق لموضوعات عدة تتعلق بآلام الطفولة، وصدمات الحياة، والسعادة والرضا الزوجي، والحب الاستهلاكي، والموت الرحيم.

من خلال قصص حقيقية حدثت بالفعل تحدث الكاتب عن كيفية خلق السعادة وسط الحياة الواقعية المليئة بالمعاناة والألم، مزيلًا كل فصل بمصادر البحث والاختبارات الخاصة به.

يوضح لنا بعض المهارات الذهنية التي نحتاج إلى استخدامها في واقعنا، إرشادات هامة وضعها الكاتب بين سطور كتابه، قمت باتباع نصيحة الكاتب باستخدام قلمي الفوسفوري لتظليل العبارات التي وجدتها مفيدة في سياق حياتي؛ كي أعود لها بسهولة لاحقًا وددت أن أشارككم إياها وهي:

- يجب أن يكون لك اهتمامات متنوعة في كل مراحل حياتك، فإذا اختفى جانب سنده باقي الجوانب.

- أجلس في مقعد المتفرج من حين لآخر، مستشعرًا السلام النفسي المصاحب لذلك.

- حين يحدث لك شيء سيئ، قارنه بالسيناريو الأسوأ الذي كان يمكن أن يحدث.

- لا تلتصق شعوريًا بأحد فيستعبدك، استقل بمشاعرك واحتفظ دائمًا بمسافة مع من تحب!

- تواصل مع الناس واستمع لتجاربهم حتى وإن كانوا أصغر منك.

يمكنك الاستعداد نفسيًا لما هو آت عن طريق توقع الأسوأ، فإذا حدث الخبر السعيد فرحت أكثر لأنه خالف توقعاتك، وإذا حدث ما توقعت لن تصاب بخيبة الأمل.

- إن كل علاقة سوف تنتهي إما بالفتور أو الفراق أو الموت، فكن مستعدًا لذلك.

- الزمن لا يشفي كل الجروح.

- ليست كل معركة تستحق أن تخاض!

الشخصيات هنا هي أفراد حدثت لهم بعض التجارب التي عرضها الكاتب فهناك إيهاب وزوجته المريضة، عبد المقصود المهندس الزراعي ومديره، الدكتور فاضل وفقدانه لطفلته الصغيرة، طارق وطبيب العيون، المخترع نيكولا تسلا، وغيرهم عشنا معهم لحظات شيقة يحكون عن تجاربهم الشخصية.

لغة الكاتب بسيطة وسهلة تناول فيها الموضوع بطريقة جذابة.

استخدم الكاتب لغة التحاور مع القاري من خلال الراوي المخاطِب، تفاعل مع القارئ وكأنه يتحدث معك ويرشدك في بعض الأحيان مخاطبًا إياه "يا قارئي العزيز". وفى مرة أخري ومن خلال التمارين الذي يضعها مع كل فصل يخاطبني كقارئ ويقول لي "لو طلبت منك أن تغمض عينيك الآن وتتخيل السعادة ما هي الأشياء التي جاءت في بالك. اكتبها هنا قبل الاستمرار في القراءة".

كتاب ملئ بالرسوم الكاريكاتيرية مع كل مقطع بريشة الكاتب، وجدتها حققت هدفها من تسليتي كقارئ.

العنوان والغلاف كانا معبرين بمحتوى الرسالة التي يريد الكاتب إيصالها للقارئ.

اقتباسات:

- مهما حاولت تجنب الألم ستجده جزءًا أصيلًا من هذه الحياة.

- لا نستطيع الشعور بمتعة كبيرة إلا إذا كانت عارضة، أما ثبات الأحوال فلا يوفر إلا قليل من المتعة.

- تحقيق النجاح قد لا تصاحبه السعادة، بل يتطلب فلسفة خاصة للاحتفاظ بهذه السعادة.

لاح في خيالي وأنا أقرأ، مشاهد من الأمثلة الدرامية التي ذكرها الكاتب من فيلم Gone girl ومسلسل you عن الشخصيات التي يتحدث عنها الكاتب في سر الانجذاب الغريزي تجاه بعض الأشخاص.

أكثر دراسة أعجبتني التي تقول " أن القراءة بشكل منتظم تؤخر خرف الشيخوخة وتحمي من التدهور الإدراكي على المدى الطويل".

الكاتب اختتم كتابه بشكر جميل ينم عن وفاء قلَّ هذه الأيام، لكاتبه وأستاذه دكتور أحمد خالد توفيق، وشكر أيضًا للدكتور نبيل فاروق.

بعد انتهائي من القراءة اكتشفت أني والحمد لله لا أعاني من رهاب السعادة (شيروفوبيا)، كما أني من الأشخاص التي تعتبر الضغط النفسي أمرًا جيدًا ومفيدًا، فالضغوط تؤدي إلى تحسين أدائي وإنتاجيتي.

كتاب لن تندم على قراءته، وتقييمي له 5/4.8

إلى الملتقى في مراجعة أخرى

د.محمد الشخيبي

#مسابقة_قراءات_على_نار_هادئة #اقتباسات_مسابقة_قراءات_على_نار_هادئة #مسابقة_مكتبة_وهبان