"المحبة ليست لهْوًا فقط. ليست كلمات".
قصة غرام افتراضية عبر الشاشة بين حمص والقاهرة، سورية ومصري، علوية وسني، ورد وزياد، المنسقة الثقافية ومصمم الأغلفة، وبينهما صبية بدرجة أم هي الزوجة الجامدة كالثلج ضغطتها مسئوليات البيت والعمل والتربية فيما هام زوجها وحلم وحلّق وانطلق. رواية تدور على دندنات فيروز ويحضر فيها التناص مع القرآن أبدعها محب لبلاد الشام يصحبك في شوارع سوريا وأحيائها لتشم ولو من بعيد ريحها. اللهجة الشامية المحببة في الرواية لا تغادرك إلا وأنت تتمنى المرور بدمشق وحمص وحلب.
لأول وهلة قد تتساءل: قصة حب في ٢٩٨ صفحة؟
مصنع السكر عن حلويات العشق من دمشق؟
ليس بالضبط.
تنسج الرواية تداخلات الخاص في العام لتصور كيف عصفت السياسة والطائفية بقصة حب نشأت عن بعد دون أن يلتقِ طرفاها لكنها كادت أن تُتوّج بالزواج ولتواجه الزوجة مصيرها. تعرج إلى أحياء الفتنة وتُلخص لك أعوامًا من المعاناة في واقع بعض الشخوص، حاضرهم وماضيهم ثم في الفصول الأخيرة تقفز بك إلى مستقبلهم الأكثر إشراقا واستقرارا. تُخبرك بفجيعة "مصنع السكر" الذي لا يعرف عنه أغلبنا ولم يُذكر في الإعلام إلا قليلًا. تدفعك للتحري عنه وما إن تصدمك حقيقته حتى تبكي. قد لا يفيد معرفتك بالمأساة من عدمها فأنت على أية حال ليس بمقدورك أن تمنعها، لكن في المعرفة عزاء. هي أقل القليل. لك فيها بعض السلوى. سلوى أن تعرف فتُحدّث بها حين تتكلم عما تعرف. أنت تملك لسانك. لعله يحول دون الأذى أو يكشف من تورط للمحاسبة.
مصنع السكر هو عنوان الرواية. ونعم كان هناك مصنع سكر. ونعم حصل فيه ما حصل.
من أحلى القراءات.