*على جناحيها*

مشاعر لا مثيل لها، حين تقرر أن تحزم أمتعتك لوجهة تحلم في زيارتها.

تجتاحك البهجة الممزوجة بشيء من الحماسة والتوتر، إذ أنك ستخطو خطوة يليها تجربة جديدة، عالم جديد، واكتشافات لا حصر لها.

لكن، هناك سفر مختلف، على متن صفحات الكتاب، ومقعد روحك ما خطه الكاتب من الكلمات، تتكئ على مشاعره حين تشعر بعناء الرحلة، ترتفع معنوياتك وتهبط معه.

هكذا كانت *السيرة الطائرة* مسيرة تغزوها جميع المشاعر حتى تنتهي منها.

تبدأ الرحلة مع إبراهيم نصر الله حين استقل طائرته متوجها إلى كولومبيا، وهي رحلة من طولها استطاع أن يفعل كل شيء حتى أنه قد يعيد مشاهدة الفيلم على متنها مرتين، اضافة إلى تقليب ذاكرته وتحريك قلمه ليكتب لحظاته الشيقة في أسفاره الاخرى.

هذه الأسفار التي خلد ذكراها في صفحات هذا الكتاب، لم تكن عادية! بل كانت رحلات تحرك القلم تارة، وتطلق الصوت ليصدح في الأمسيات الشعرية بأشعاره.

ستكتشف قصص كتابته لبعض رواياته، شيء من فكره حول مواضيع متفرقه، نفحة من طفولته، شبابه وعمله، صراعاته وطموحاته.

وأنت عزيزي القارئ، على متن هذا الكتاب ستعيش المطبات جميعها!

ستضحك حين تصل للفصل المعنون بـ *فنادق وأسِرة*، بعد أن أبكتك الفصول التي سبقته.

ستشعر بكل ذرة اقشعرت في جسده حين التقى الأرملات الفلسطينيات وحيرتهن، وكيف زلزل ذلك كيانه ليكتب دون انقطاع لمدة ثلاثة أيام واصفا نفسه اثناء الكتابة *لقد كتبت كما يكتب السجناء الذين لا يملكون فائض ورق أو فائض حبر مع أنني كنت أملك فائضا منهما*.

في الرحلات الطويلة تتململ، لكنني لم اشعر بذلك في هذا الكتاب إذ أنني أنصت لكل حرف، فحدث كما يقول إبراهيم نصر الله: *ما دام هناك قلب بشري ينصت، فإن الكلمات تستطيع أن تتفتح فيه*

إنها رحلة اللا توقف من الحرف الاول حتى الاخير، وحين تهبط الطائرة، نعم هنالك أمتعة، ستحمل معك الكثير من الاقتباسات الرائعة بلغة مرهفة، وقائمة بروايات الكاتب التي ذكرها بطريقة تدفعك لاقتنائها وقرائتها.

ولأن المسافر يعود محملا بالهدايا، هذه هديتي لكم:

*علمونا كيف نصنع*

*من ظلام الليل شعلة*

*علمونا كيف نجني*

*من جراح القلب فلة*

*علمونا كيف يغدو*

*قلبنا للأرض أزهارا*

*وفوق الجرح قبلة*