أولاد الناس
ثلاثية المماليك
ريم بسيوني
المزج بين الماضي البعيد متمثلاً في رواية الأب العالم الذي أوصى ابنته لنشرها ولكنها تجاهلت وصيته غضبًا وانتقامًا من اب تجاهلها من أجل انغماسه في العلم
والحاضر متمثلًا في الحفيدة التي ورثت هذه الرواية عن أمها فنشرتها..
أصدقك القول بأنني في السنوات الماضية قرأت عدة روايات تتأرجح بين الماض والحاضر منها الغث ومنها الثمين..
وصدمت حينما وجدت رواية الأستاذة ريم سبعمائة وستون صفحة مشفقة على عنقي المتعب ولكن ..
شدتني الرواية مع أول صفحة ولم أتمكن إلا من قرائتها في أيام قليلة
ثلاث حكايات حب
حب محارب قاس القلب وقاض ورع
ومحارب شرس
وكما تقول الكاتبة على لسان السلطان برقوق:"في لحظات العشق لا فرق بين القاضي والسلطان،كلهم صبيان،هو داء يعبث بالعقول ويلهو بالإرادة"
وتقول أيضاً على لسان خوند تتر:"المحارب لابد أن يتزوج ممن تقوى على مبارزته،وليس من تستسلم له فيعاملها كرداء قديم يرتديه من أجل ذكرى جميلة أو أداء واجب"
مشكاوات تسرق من المساجد كما تقول الكاتبة على لسان الأمير سلار:
"أليس من الظلم سرقة الضوء وترك الظلام ينهش في أركان المسجد"
فتجيبه جوزفين مختتمة الرواية :
"للحزن لون قاتم يحجب الشمس لديها،تتخلله لحظات الانسجام التام بين الأحبة فتضيء النفس بمشكاوات لا يمكن سرقتها"
شرحت ريم الشعب المصري بطائفتيه " عامة ومماليك" بصورة بالغة الدقة فهم كانوا ولازلوا يظنون انهم احسن من يفهم الناس والامور فنجد الطرفان -في قصة زواج زينب وهي من العامة من الامير المملوكي محمد وفي قطع رقبة ابن الوالي وغيرهما-خاضوا في القصة وتحدثوا وتكهنوا واثبتوا لنا اننا كمصريين
متخصصين في القاء الفتاوى ولا يعجبنا عجب ولا صيام في رجب ..
ثلاث حكايات وقصص من الماضي نسجت رواية جميلة بها الكثير والكثير من الجمل بالغة الجمال والصوفية والشاعرية .. فهل كنت في بداية حياتك تكتبين الشعر ؟
في النهاية أعود لنصيحة نصحتها بائعة الملح الخبيرة بالآم البشر للقاض المتعب
انصح بها نفسي وإياكم:
"الشوق للغائب يمزق القلب ويذهب العقل .. كلما تمسكت بالحبل جرح يديك وآذى نفسك،اتركه بشجاعة ويقين،يهتز اليقين لدى النفوس القوية،ولكنه يعود ثابتًا كالوتد،يا بني"
أشكرك على هذة الرواية واتمنى لك المزيد من التقدم والابداع واتمنى ان احصل على باقي رواياتك قريبا ..