رواية "فتاة تندر" للكاتبة لبنى حماد تقدم تجربة أدبية مشوقة تجمع بين الرعب النفسي والغموض بأسلوب يشدّ القارئ منذ اللحظة الأولى. تروي القصة حكاية شاب يعمل في بنك، يتعرف على كاتبة مشهورة تُدعى أروى عبر تطبيق تندر، لتبدأ سلسلة من الأحداث المشوقة والتوتر النفسي في سرد سلس ومثير.
أبرز ما يميز الرواية هو لغة الكاتبة التي تمزج بين الفصاحة والمرونة، مما يجعل القراءة ممتعة وحيوية، كما أن الوصف الدقيق للأماكن وتعابير الشخصيات يخلق جوًا سينمائيًا يأخذ القارئ إلى قلب المشاهد ويتيح له تخيّلها بدقة. على غلاف الرواية، يظهر بوضوح الطابع الغامض والمثير للقصة، مما يضفي على الكتاب جاذبية لافتة تهيئ القارئ للدخول في عالم الرواية المليء بالتشويق.
نجحت لبنى حماد في بناء شخصيات معقدة بأسلوب يبرز حالاتها النفسية ويعزز التوتر. اقتباس بارز من الرواية يقول: "إن التأخر في الانتقام يجعل الضربة أشد قسوة"، وهو يعكس بعمق الأجواء المظلمة والقاسية التي تسيطر على أحداث الرواية ويشير إلى النهاية المأساوية التي تنتظر الأبطال.
مميزات الرواية:
وصف دقيق للتفاصيل: تمتاز الرواية بتصوير واقعي للمشاهد، سواء في الأماكن أو الحالة النفسية للأبطال، مما يجعل القارئ يعيش التجربة بكاملها.
فكرة مبتكرة: تعالج الرواية موضوعات غير مألوفة في الأدب العربي، مما يضفي عليها طابعًا مميزًا يقترب من الأسلوب الغربي.
سرد سلس ومشوّق: يتميز أسلوب السرد بالمرونة والإثارة، مما يجعل من الصعب ترك الكتاب حتى الوصول إلى النهاية.
نقاط تحتاج تحسينًا:
إهمال الشخصيات الثانوية: كان من الممكن تعميق الشخصيات الثانوية لتكمل أبعاد الحبكة.
غياب الحوار الفصيح: رغم استخدام الفصحى في السرد، إلا أن الرواية تفتقر إلى حوارات بالفصحى، مما قد يكون تحديًا لمحبي الحوار الأدبي.
الخلاصة: تعد "فتاة تندر" إضافة نوعية للأدب العربي، بأسلوب مشوق وحبكة نفسية مليئة بالغموض والإثارة. نهاية القصة المؤلمة تعكس قسوة الحياة النفسية التي عاشتها البطلة، لتترك في القارئ أثراً عميقاً. ينصح بها لمحبي الأدب النفسي والروايات المثيرة التي تناقش موضوعات غير تقليدية.