بالرغم من مادية الرؤية للمعرفة والفكر والإنسان إلا إنه كتاب مثير للفكر كما أراد له كاتبه.
وزيادة على ما قال الحكيم عن مسألة الحقيقة، فإن صعوبة إدراكها لا يكمن فقط من تركبيّتها التي يحتاج كل جزء منها إلى معايير معينة للإدراك ولا من قصور مداركنا عن إدراك الحقيقة في كليتها التي هي أكبر من إدراكنا ولكن أيضا في أن الإنسان جزء لا يتجزأ من هذه الحقيقة ولا يمكن إدراك أو الإحاطة بحقيقة ما نحن جزء منها إلا بالإنفصال عنها لإدراكها في كليتها بشكل موضوعي، ولكن طالما ظللنا جزءا منها سيظل إدراكنا لها لا يخلو من الذاتية المشوشة لطبيعتها الحقيقية.
ومن وجهة نظر دينية إيمانية الإحاطة بالحقيقة هو إحاطة بالله!، لأن الله هو (الحق) بألف ولام التعريف، والإحاطة علما بالله (الحق) مستحيل فهو يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار ويحيط بنا علما ولا نحيط به علما.