الصبي ذو البيجاما المقلمة > مراجعات رواية الصبي ذو البيجاما المقلمة > مراجعة Eman Hussain

الصبي ذو البيجاما المقلمة - جون بوين, رنيم العامري
تحميل الكتاب

الصبي ذو البيجاما المقلمة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

أحد أفلامي المفضلة، والتي أعيد مشاهداتها مرة بعد مرة فيلم *Sound of Music* الذي يتحدث عن قصة عائلة فون تراب النمساوية وهروبها من الاحتلال النازي، والتي تم تحويلها إلى المسلسل الكرتوني الشهير لحن الحياة.

وبغض النظر عن التفاصيل المختلفة بين القصة الواقعية والفيلم الذي أضاف تفاصيل هوليودية غرضها الجذب، إلا أن جميعها اتفق على إبراز جانب الانتماء الوطني وتربية الأطفال عليه في كلا الطرفين المواطن والمحتل.

عندما أزال العلم النازي، أبناء القائد جورج فون تراب كانوا يرون ويسمعون، ويفهمون كذلك أنهم في حالة حرب، ومن الطبيعي للطفل أيا كان عمره أن يشعر بالقلق والخوف والتوتر. الكثير من التساؤلات ستغزوا ذهنه الصغير، وسيفكر كثيرا ماذا سيحدث؟ هل سنغادر منزلنا، أم أنني سأترك ألعابي هنا؟ هل سنكون بخير؟

وبالمقابل، الطرف المُحتل لن يتهاون في نشر فكره، وهو أيضًا ما كان واضحا في الفيلم و المسلسل الكرتوني، حيث تم تغيير المعلمين وتم تعليق الأعلام النازية، وفُرضت التحية.

الحرب كانت ضارية، شرسة منذ بداياتها، جرت الأمور بقسوة ودون تهاون، ما يجعل من غير المقبول أن يكون ابن القائد النازي جاهلًا بما يدور حوله!

برونو، صبي في التاسعة من عمره، يعود يومًا إلى المنزل ليجد الخادمة تجمع أمتعته، فرض عليه الانتقال وتغيير حياته كاملة، ترك مدرسته وأصدقائه، الابتعاد عن جده وجدته، والبقاء وحيدًا مع أخته غريتل التي تبلغ من العمر اثني عشرة عامًا، والتي كان يراها حالة ميؤوس منها، بسبب عدم تفاهمها، كل ذلك بسبب ترقية والده لقائد في الجيش النازي، وهي وظيفة لم يعلم عنها برونو شيئا!

في منزله الجديد، ينظر من نافذته ليرى المعسكر، الذي لا يدرك أنه سجن بل يعتقده قرية، ومع مرور الأيام يستكشف المكان ليصل إلى سور ذلك المعسكر ويلتقي بشموئيل، صبي في عمره ولكنه في الطرف المعاكس له.

الرواية من أدب الأطفال، أراد منها الكاتب أن توصل مفهوم الهولوكوست للأطفال دون أن تجرح براءتهم وطفولتهم، لكنه برأيي جعل المساحة مفتوحة أكثر بسبب تعتيم جميع التفاصيل المؤذية والدموية، ماذا لو كان المحتل أي شخص والسجين أي شخص من أي وطن؟

وبالرغم من تصنيف الرواية على أنها خيال تاريخي، إلا أنني أراها خيالا يخلوا من التاريخ، هي فقط فرضية لوجود أطفال مثل برونو وشموئيل.

وبالرغم من عدم نجاح الرواية من وجهة نظري في الجانب التاريخي، وتحقيق هدفها - تعريف الطفل بالهولوكوست -، إلا أنها استطاعت عكس الطفولة بكل تفاصيلها البعيدة عن الحرب.

مشاعر الانتقال من مكان لآخر، الخوف من الكبار وأثر تربيتهم للطفل، الشجار مع الأخوات، الفضول وملاحقة أمور لا تعنيهم، والبراءة التي تنساب من أفواههم عندما يتحدثون مع أقرانهم.

ولأن ظروف العالم الآن تبدو كحرب ثالثة غير منصفة، فإن القراءة في وجهة نظر الطرف الآخر المطروحة من خلال الأدب، تعطي القارئ الواعي قوة في الثبات على رأيه ودعمه للحقيقة.

وكما تبدأ الرواية بتحفيز السؤال ماذا سيخبرني جون بوين عن الهولوكوست، تنتهي بسؤال آخر ماذا عن الأشخاص الذين يشبهون برونو وشموئيل؟

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق