رواية أجيال من ٤ اجيال متعاقبة تتمركز حول السيد الأب من الجيل الثالث.
يمزق الكاتب بعض أجزاء ذاكرة النصّ أو يعطلها لفترة من الزمن في تعمّد كي يسابق القارئ الزمن لمعرفة كيف بدأت علاقة السيد بالـ (غرفة) وباسم ليس اسمه، ثم يتركك دون أن يجيبك على كافة الأسئلة التي تتردد في رأسك: هل أبناءه أبناءه؟ هل فقد ذاكرته او جزءا منها أو لا شيء على الاطلاق؟ هل لخميس رفيق غرفة المشفى علاقة ما به ستظهر لاحقا أم سيظل يقوم بدور الشخصية التي يرى فيها السيد الانعكاس الذي يتمناه في المرآة، ...الخن
ربط الحاضر بالماضي يبدو جليا مرافقا للنص من اوله لآخره، وكأن الماضي يعيد تشكيل نفسه في أشخاص مختلفين ومواقف جديدة. غير أن فلسفته باقية وعقيدة الماضي أنني لا أموت ولا اقتطع ولا يمكن محوي ولا نسياني.
الكاتب أبدع في ربط ثنائيات تباعا. أحد قطبي الثنائي من الماضي والآخر من الحاضر، لتتشكل الثنائيات وتتضح اللوحة كاشفة عن بعض الأجزاء المواراة خلف الأزمنة المتقطّعة.
قوس قزح الذي رافقه من صغره وحتى شبابه ثم نهايته التي تقترب منه في صمت وبخطوات ثابتة ترفع رأسه عاليا كي يراه، إذ كيف لأحد أن يلمح قوس قزح دون أن يرفع رأسه أو دون أن يدقق النظر في السماء. والسماء بدورها هي مستقرّ الأرواح بعد أن تغادر الأجساد. لذلك جاء مشهد النهاية دون نهاية، "❞ لكنه انشغل عن الألم حين رأى قوس قزح يلوح من خلف قضبان الشباك. الرذاذ المتبقِّى من مطر الليلة السابقة صنع للسيد قوس قزح. حاول أن يراه بوضوح، لكن القضبان كانت تقطع المشهد فتنزع من السيد شعورًا بالتحليق مع القوس. خرج من الحمام متحاملًا على ألمه، فقد شعر أنه صار قريبًا من القوس أكثر مما كان طوال حياته، وأن بإمكانه الصعود إليه الآن، فقط لو تحمل قدرًا بسيطًا من ألم جديد لمرة أخيرة. ❝ لتظل تتساءل: هل سينجح في نزع القضبان - والتي هي قضبان روح تحبس الروح في الجسد - أم سيفشل ثانية ويبقا أسيرا لها ويُبقي قوس قزح بعيد المنال حتى إشعار آخر!