❞ «إنه لأمر بالغ الأهمية أن يدرك المرء الحقائق قبل أن تسحقه الأكاذيب»❝
#عماد_مدين
من قلب تل أبيب (يافا الفلسطينية ) إلى شارع سنان باشا في قلب عروس البحر الأبيض المتوسط دارت الحكاية.
❞ "قلبك وطن مهجور.. وقلبي مواطن مغترب". ❝
الوطن حيث نولد ونعيش ، كيان يسكن فينا ويعيش بداخلنا، لا يمكن أن ننساه مهما طال الزمن .
ولكن هل ينطبق هذا الكلام على من لا عهد لهم ؟؟
رواية منذ صفحاتها الأولى من خلال بطل الحكاية تقف بنا في زاوية أخرى غير الذي عهدناها .
داسا تلك الشخصية التي كرهت موطنها وأعلنت كرهها دون مواربة أو نكران ❞ سيدي الرئيس لن أكذب عليك، أنا لا أحب مصر والمصريين، أشعر بينهم بالغربة … ❝
ما الذي عاد به إلى حيث كره ؟؟ شيء من بقايا إنسان ، ونبض مهتريء .
في سرد تاريخي بين الماضي البعيد وحاضر الأحداث حيث أبطالها عام 1978 في تنقلات زمنية سلسلة رسمت خريطة الأحداث التي كونت رابط قدري وحتمي في الوقت ذاته بين الكيان الغاشم ومصرنا المحروسة .
لتتكشف عبر الأحداث انه منذ البدء وهو كيان محتل لا يضمر في جوانبه وخباياه سوى الدمار ، لا يعرف معنى للإنسانية ولا السلام يحاربه بكل ما أوتي من قوة
عبر أحداث شهيرة وقضية معروفة من تاريخ التجسـ .ـس الاستخباراتي رسم الكاتب الشخصيات بعناية ليبرز جوانب الضعف والتمكن منهم وسلب إرادتهم ، وهو شيء لطالما عرف به الكيان وطوره و استزاد منه وتفاخر به في تاريخه .
لمحات منذ الهزيمة وحتى النصر ، تخطيط وتدبير ، فشل ونصر مزعوم ، احتـ.ـلال وتحرير .
كلمات وجمل وصفحات رسمت تاريخ وأبطال ، وأظهرت خسة وندالة ، مؤامـ.ـرات وأجندات لطالما كانت حجر الأساس الذي قاموا عليه وأقاموا كيانهم وأسموه دولة .
حالة من المشاعر الوطنية ، ما بين فخر وعز بما كنا وما وصلنا إليه ، واشمئزاز وتقزز بما كانوا وما أصبحوا عليه ، من أول الراوية وحتى نهايتها
المراجع التي استند عليها الكاتب في توثيق الأحداث أضفت ثقل للراوية وبعد زمني جعل القاريء يعايش هذه الأحداث كأنما عاصرها وقتها ولما لا والأمس لا يختلف كثيرا عن اليوم ، وإنما كلنا أمل في الغد الذي نتطلع إليه عساه يعيد لنا ما كان من العزة يوما ما .
لغة الرواية عربية سلسلة وحوارها راقي ، كما كنا يوما شعب ذو طابع راقي دون اضمحلال ولا إسفاف . وحبكتها مترابطة حيث تمزج بين التاريخ والسياسة وكذلك المشاعر الإنسانية المتضاربة بين الولاء والخيانـ.ـة ، الحب والكر.اهية ، الوطن واللا وطن .
من كواليس العمل الصهـ.ـيوني ودسائس رجالهم فيما بينهم ، و إحاكة المكائد رسم الكاتب شخصيات وقعت فريسة لبراثن هؤلاء ليضع القاريء في حيرة من أمره هل يتعاطف معهم أم يشفق عليهم ، ولكن تبقى الغلبة دائما لمشاعر واحدة تتذكر معها وحشيتهم فبرغم معاناتهم نفذوا ما وكل إليهم دون أن يرف لهم طرف ليكشف حقيقتهم الباقية أنهم مرتزقة دون قلب . فسيبقون أبد الدهر عصابـ.ات ينتهجون كل أساليب المكر والوقيعة فيما بينهم وفي كل ما حولهم
❞ "أن تفهم الحقيقة متأخرًا خيرًا من ألا تفهم أبدًا". ❝