في ثلاثية الياسمين ، وغيرها من روايات الدكتورة خولة ، يعجبني جداً في الكاتبة تسليطها الضوء على قضايا مهمة وهادفة تثري الأجيال ، بطريقة سرد جميلة وعقد محكمة ، فبارك الله فيها.
لكن في هذه الرواية، قامت بطمس حقائق نحن عايشناها ، في وصفها للثورة السورية ( التي ابتدأت سلمية ثم تحولت إلى عسكرية بفعل جرائم النظام السوري فكان لزاماً على الثوار حمل السلاح والدفاع عن أهلهم ) وصفها لها بالحرب السورية ، فيه طمس للحقائق وإن كانت كتب المفكرين والساسة تصفها بذلك إلا أنّ هذا في قاموسنا العربي لا يعد إنصافاً لثورةٍ تدفقت فيها شلالات الدم و ارتكبت فيها جرائم لا تخطر على عقل بشري، لمجرد أن الرئيس لا يريد التزحزح عن كرسيه! فهذا الوصف يعد إجحافاً بحقها .
والشيء الذي أزعجني بشكل أكبر وهو يهمني كفلسطينية ، أنّ الكاتبة قامت بنسب الأفعال للمبني المجهول في حصار مخيم اليرموك ! لم تقل صراحة من الذي فعل ومن الذي ارتكب الجرائم ! تضع الضحية والجلاد في الحكم سواء ! تغييب واضح وفاضح للحقائق الواضحة وضوح الشمس فإذا كانت روايات مثل هذه تطمس وتزور ، فإلى من سيذهب ثأر الدم ؟ كيف سنتناقل الثأر عبر الأجيال ؟
( الي ايده في المي مش زي الي ايده في النار) لأني فلسطينية من غزة أفهم المعاناة التي عاناها السوريين والفلسطينيين على حدٍ سواء على يد النظام وحلفائه . واستشطتُ غضباً لأنني أفهم شعورهم جيداً إذا قرأوا هذه الرواية سيرون بكل بساطة يُجَّهَل قاتلهم و يصبحوا هم وجلادهم في الحكم سواء ! فكيف إذا قرأها سوري ؟ وهو الذي ذاق الويلات على يد النظام وحلفائه كما ذقت أنا على يد الصهاينة وحلفائهم ؟ " اعدلوا هو أقرب للتقوى " .
وهذا حديثي عن الذي أغضبني و أزعجني في الرواية ، لكن تبقى القصة وحبكتها ككل جميلة جداً وتعد من رواياتي المفضلة.